
نفايات المفاعلات النووية.. تقنية رائدة للتخلص منها
تحظى المفاعلات النووية تحت الأرض بدفعة هائلة عبر تقنية رائدة من شأنها أن تُسهم في التخلص من نفايات المفاعلات النووية التي تمثّل إحدى العقبات الرئيسة لهذا المصدر من الوقود.
نفايات المفاعلات النووية
ووفق بيان صحفي وقّعت شركة ديب فيشن (Deep Fission) مذكرة تفاهم مع شركة ديب أيزوليشن (Deep Isolation)، تعكس التزاماً مشتركاً بضمان اتباع نهجٍ شاملٍ لدورة الوقود النووي الكاملة.
وتستكشف الاتفاقية إمكان ترخيص تقنية التخلص من النفايات تحت الأرض واستعمالها الحاصلة على براءة اختراع من شركة “ديب أيزوليشن”، لإدارة الوقود النووي المستهلك والنفايات المشعة من مفاعلات ديب فيشن تحت الأرض.
وتُمكّن هذه الشراكة ديب فيشن الرائدة في مجال الطاقة النووية الناشئة التي تُحدث ثورة في هذا المجال من خلال بناء مفاعلات على عمق ميل تحت الأرض من تقديم حل شامل يشمل توليد الكهرباء وإدارة النفايات على المدى الطويل.
تطوير الطاقة النووية
ويُمثّل دمج تقنية المفاعلات المتطورة من شركة ديب فيشن، مع حل ديب أيزوليشن المبتكر للتخلص من النفايات، خطوة مهمة نحو مواءمة تطوير الطاقة النووية المتقدمة مع الإدارة الاستباقية للنفايات.
ويشكّل هذا التعاون خطوة كبيرة نحو حل التحدي الطويل المدى، المتمثل في إدارة النفايات النووية العالية الإشعاع، ويوفّر نهجاً أكثر تكاملاً لإدارة الطاقة النووية، بحسب ما أكدته شركة ديب فيشن.
كما كشفت الشركتان عن أن ديب فيشن ستدمج تقنية ديب أيزوليشن لمستودعات الآبار العميقة في عملياتها، ما يوفّر للشركاء الدوليين حلاً سلساً وطويل المدى لإدارة النفايات.
وبالنسبة إلى الشركاء الأميركيين إذ ما يزال التخلّص الدائم من الوقود النووي المستهلك تحت الأرض قيد الدراسة توفّر هذه الاتفاقية خيار تخزين واعداً، في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود المبذولة لإنشاء مستودع طويل الأجل.
التخلص من النفايات النووية
وكشفت شركة ديب أيزوليشن أيضاً عن أن مستودع النفايات النووية الخاص بها يعتمد على الحفر الاتجاهي، لعزل الوقود النووي المستهلك والنفايات المشعّة العالية المستوى، في آبار عميقة تقع تحت الأرض ضمن تكوينات صخرية مناسبة.
أوضحت الشركة أنها تستعمل تقنية الحفر الاتجاهي لوضع النفايات على عمق مئات الأمتار تحت الأرض ضمن تكوينات جيولوجية مستقرة، بدلًا من حفر أنفاق كبيرة في منجم.
وأكدت ديب أيزوليشن أن مستودعات الآبار توفّر عزلاً فعّالاً للعديد من أنواع النفايات العالية المستوى في مواقع متنوعة ولأنها قابلة للتطبيق بصورة معيارية، فهي مناسبة تماماً لمستودعات النفايات الصغيرة أو مكمل لمستودع قائم.
وأضافت: “قد تشترط اللوائح إمكان استرجاع النفايات العالية المستوى التي يجري التخلص منها في منشأة جيولوجية عميقة.. في قطاع الحفر، يُعدّ استرجاع الأجسام من الآبار العميقة أمراً روتينياً”.
وباستعمال الحفر الاتجاهي، يُمكن لشركة ديب أيزوليشن وضع النفايات النووية في آبار أفقية طويلة وضيقة بعرض 18 بوصة في صخور مستقرة منذ ملايين السنين إذ لا حاجة إلى البشر للنزول تحت الأرض، بحسب ما نقلته منصة “إنترستينغ إنجينيرينغ” (Interesting Engineering).
وأوضحت الشركة أن مستودعها الأفقي يبدأ بفتحة وصول رأسية تمتد لآلاف الأقدام، ثم يتحول تدريجياً إلى الوضع الأفقي وسيجري تخزين العبوات التي تحتوي على النفايات النووية في القسم الأفقي العميق.
تقنيات نووية جديدة
وعلّق الرئيس التنفيذي لشركة ديب أيزوليشن، رود بالتزر، على توقيع الاتفاقية الأخيرة لتطوير المفاعلات النووية تحت الأرض قائلاً: “تفخر ديب أيزوليشن بشراكتها مع ديب فيشن، لتقديم حل عملي وقابل للتطوير لإدارة النفايات النووية”.
وأضاف: “مع ظهور تقنيات نووية جديدة، يُعد اتباع نهج استشرافي للتخلص من النفايات أمراً بالغ الأهمية.. إن ضمان وجود طريقة موثوقة ودائمة للتخلص من النفايات النووية أمر ضروري لنجاح هذه الصناعة على المدى الطويل”.
ومن جانبها، أوضحت المؤسسة المشاركة، الرئيسة التنفيذية لشركة ديب فيشن، إليزابيث مولر، أن توليد الطاقة النووية يتطلّب حلًا للتخلص من النفايات، وينبغي على المسؤولين التخطيط لإدارة النفايات منذ البداية.
وتابعت: “يُعدّ التخلص الجيولوجي العميق النهج المُفضل عالمياً، وفي حين تُطور دول أخرى مستودعات تحت الأرض، هناك فرصة للولايات المتحدة لاتخاذ المزيد من الخطوات في هذا الاتجاه.. يُمثّل حل ديب أيزوليشن خياراً جذاباً لشركة ديب فيشن في سعينا نحو مستقبل نووي مستدام”.