
إنتاج الهيدروجين من مياه البحر.. أول مشروع صيني يبدأ التشغيل التجريبي
دخل أول مشروع بحري متكامل في الصين لـ إنتاج الهيدروجين من مياه البحر والأمونيا والميثانول، مرحلةَ التشغيل التجريبي، بعد اكتمال أعمال البناء في 27 مارس/آذار 2025.
أول مشروع صيني تجريبي
ووفق بيان صحفي يُعد هذا أول مشروع تجريبي شامل في البلاد لإنتاج الهيدروجين من مياه البحر وتخزينه ونقله واستعماله عبر السلسلة الصناعية بأكملها.
وأكد المطوّرون أن هذا المشروع ليس مجرّد مشروع صناعي، بل هو خطوة هائلة نحو تحسين البنية التحتية للطاقة البحرية الخضراء في البلاد.
والشركات المطوّرة هي: شركة سي إتش إن إنرجي هيدروجين إنرجي تكنولوجي (CHN Energy Hydrogen Energy Technology)، وشركة سي آي إم سي رافلز (CIMC Raffles)، وشركة غوونينغ هيدروجين إنوفيشن تكنولوجي (Guoneng Hydrogen Innovation Technology).
إنتاج الهيدروجين من مياه البحر
ويقع مشروع إنتاج الهيدروجين هذا على بُعد 5 كيلومترات من الساحل الشرقي لمدينة يانتاي بمقاطعة شاندونغ، ويمكنه الاستفادة من الطاقة البحرية الجديدة لإنتاج الهيدروجين خارج الشبكة، وتحويل الهيدروجين الأخضر إلى أمونيا وميثانول، واللذين يمكن تخزينهما بسهولة.
ويُعد هذان المنتجان الكيميائيان وقوداً نظيفاً للسفن، كما أنهما مواد خام صناعية مهمة تُستعمل على نطاق واسع في الإنتاج الكيميائي والطاقة.
ويتضمّن المشروع أول منصة شبه غاطسة لإنتاج الهيدروجين من مياه البحر في الصين، يزيد ارتفاعها على 50 متراً، أي ما يعادل مبنى من 17 طابقاً وتزن أكثر من 20 ألف طن.
ومن خلال دمج أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية وأجهزة تخزين طاقة كهروكيميائية، تُولّد هذه المنصة الكهرباء، مُجسّدةً بذلك قدرة توليد الكهرباء خارج الشبكة.
ويُعدّ هذا الاستقلال الذاتي بالغ الأهمية نظراً إلى تركيبة التحليل الكهربائي للمياه التي تشمل تقنيات تحلية مياه البحر والمياه العذبة والتي تضمن قدرة إنتاجية تبلغ 5 أطنان من المياه العذبة يومياً وهي ضرورية لتوليد الهيدروجين.
وتُعالج هذه المخرجات، التي تُحوّل لاحقًا إلى ميثانول وأمونيا، مباشرةً مشكلات التخزين الشهيرة التي واجهتها مشروعات طاقة الهيدروجين تاريخياً.
ومن المتوقع أن تصبح هذه المنصة محطة لتزويد السفن البحرية بالوقود في المستقبل، بحسب ما جاء في البيان الذي أصدرته شركة “سي إتش إن إنرجي”.
وقد أدى إنجاز هذا المشروع إلى أول اختبار تجريبي لعملية إنتاج الهيدروجين من مياه البحر، وتوفير الدعم الفني لصياغة معايير الصناعة لتطوير طاقة الهيدروجين البحرية، وسدّ الفجوة في المواصفات والمعايير ذات الصلة، ووضع أساساً متيناً لتطوير الطاقة الجديدة في الصين للتقدم نحو أعماق البحار.
تحديات إنتاج الهيدروجين من مياه البحر
وتؤدي استراتيجية المشروع لتحويل الهيدروجين المُلتقط إلى أمونيا وميثانول دوراً استراتيجياً مزدوجاً: تقليل العقبات اللوجستية، وتقديم بدائل فعالة ونظيفة للوقود البحري والمواد الخام ومع ذلك، فإن هذا الابتكار قائم على تحديات اقتصادية وتنظيمية أوسع نطاقًا تتطلب التدقيق.
ويُظهر التوافق مع عمليات الامتثال لجمعية التصنيف الصينية ضرورة وضع معايير صارمة في هذا القطاع الناشئ، وهو أمرٌ تُعد الصين الآن مُهيأة بشكل فريد لوضعه وتحسينه.
ولا يقتصر التدقيق على التركيبات التقنيّة فحسب، بل يشمل أيضاً التأثيرات البيئية والجدوى التجارية، بحسب ما نقلته منصة “إنرجي نيوز” (Energy News).
ويُعد الاستثمار الكبير في البنية التحتية الأساسية في طليعة طموح الصين لريادة إنتاج الهيدروجين من مياه البحر.
ومع ذلك، وبينما تستعد السوق لمزيد من طرح هذه التقنيات فإن التوازن بين إدارة التكاليف والتوسع القابل للتطوير سيُملي اعتمادها على نطاق أوسع.
ويُشير أول مشروع بحري لإنتاج الهيدروجين والأمونيا والميثانول في الصين إلى نهج ناضج لسياسة الطاقة المتجددة، مُتوخياً اقتصاد هيدروجين قائماً على ابتكارات ملموسة.
المصدر: مواقع إلكترونية
اقرأ أيضاً… إنتاج الهيدروجين باستعمال “الميكروويف”