
ارتفاع الطلب على النحاس يجذب استثمارات شركات التعدين
يدفع ارتفاع الطلب على النحاس عمالقة التعدين لدخول مرحلة جديدة من التوسع والإنفاق حيث يراهن كبار المنتجين في قطاع التعدين على مستقبل النحاس.
ارتفاع الطلب على النحاس
وأظهر تقرير حديث أن نحو 13 شركة من عمالقة القطاع ومنتجي النحاس أعلنت في 2025 زيادة في الإنفاق تقارب 10 بالمئة، لتتجاوز 60 مليار دولار، ويعادل ذلك نحو نصف إجمالي الإنفاق في قطاع المعادن والتعدين.
وتُمثل هذه الخطوة خروجاً لافتاً عن التيار السائد في صناعة المعادن حيث تشهد الاستثمارات في الحديد والفحم والصلب تراجعاً حاداً.
ونتيجة لذلك تشير التوقعات إلى انخفاض إجمالي الإنفاق في قطاع التعدين بنسبة تتراوح بين 10 و15 بالمئة.
ارتفاع الطلب يعزز استثمارات الشركات
ووفق التقرير الصادر عن شركة الأبحاث وود ماكنزي من شأن ارتفاع الطلب على النحاس أن يدعم الأسعار خلال العام الجاري 2025، في حين سيواصل المعروض من المناجم الجديدة مواجهة تحديات لمواكبة هذا الطلب.
ومع ذلك تزداد ثقة الشركات بالمستقبل بعد عام 2025 ويُعزى ذلك إلى عدة عوامل أبرزها:
- ارتفاع الطلب على الكهرباء
- الاستثمارات الضخمة في شبكات توزيع الكهرباء ونقلها لتلبية احتياجات مراكز البيانات المتنامية.
وفي الوقت نفسه يستعد منتجو النحاس لزيادة الإنتاج في المدى المتوسط إذ تسعى شركات، مثل تك “teck” وساثرن كوبر “southern Copper”، إلى زيادة الإنتاج بنسبة 70-80 بالمئة بحلول مطلع 2030.
ومع تراجع التدفقات المالية للشركات متنوعة الأنشطة نتيجة ضعف الطلب على خام الحديد من الصين وانخفاض الأسعار، تتجه إلى النحاس كونه مصدر نمو رئيساً.
ويظهر ذلك من خلال النمو العضوي في النحاس نمو الأعمال من خلال العمليات الداخلية بالاعتماد على الموارد الخاصة فضلًا عن تعزيز وجودها عبر صفقات الدمج والاستحواذ التي وصلت قيمتها إلى 20 مليار دولار خلال السنوات الـ3 الماضية، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وبحسب التقرير من المتوقع زيادة الصفقات التي يقودها النحاس في المستقبل القريب.
هل انتهى عهد الانضباط الرأسمالي في قطاع التعدين؟
وأوضح تقرير “وود ماكنزي” أنه على مدار العقد الماضي أعادت شركات التعدين بناء أوضاعها المالية، وكان التركيز على زيادة عوائد المساهمين على حساب الإنفاق الرأسمالي، لكن يُظهر المستثمرون استعدادهم لتقليص العوائد في مقابل نمو الاستثمارات بالقطاعات الواعدة.
وبدأت مشروعات النحاس الجديدة توفر العوائد الأكثر جذباً لرأس المال، لكن ليس كل الشركات لديها خطط نمو جاهزة.
وسلّط التقرير الضوء على مجموعة من التحديات الإضافية التي تواجه الشركات وتتجاوز زيادة الإنتاج أبرزها:
- إزالة الكربون لتحقيق بحلول 2030
- صيانة المناجم القديمة المتدهورة
وأشار التقرير إلى أن مستويات الرفع المالي استقرت في نطاق يتراوح بين 20 و25 بالمئة ما يعد “القاعدة الجديدة” في القطاع.
ومع ذلك لا تزال الشركات تعطي الأولوية للحفاظ على قوة الموازنات العمومية، لكن التحركات الأخيرة في صفقات الاندماج والاستحواذ تشير إلى استعداد هذه الشركات لاستعمال ميزانياتها للاستفادة من الفرص المناسبة للنمو.
ويرى أن المستثمرين سيدعمون هذا التحول بشرط أن تكون الاستثمارات مبررة من الناحية الاقتصادية ومدروسة بعناية، إلى جانب توخي الحذر بسبب التجارب السابقة لشركات التعدين التي كانت تميل إلى الإفراط في الاستثمار ما يؤدي إلى إغراق السوق وزيادة المعروض.
أسعار النحاس في 2025
ومن المتوقع أن تسجل أسعار النحاس مستويات قياسية في 2025 لتصل إلى 12 ألف للطن نتيجة ارتفاع الطلب من القطاعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، لا سيما الذكاء الاصطناعي والأتمتة، بالإضافة إلى التهديدات بفرض رسوم جمركية أميركية.
وتشير البيانات إلى وجود عجز متوقع في المعروض بقرابة 180 ألف طن في 2025، وهو ما سيعزز الاستثمارات في تعدين النحاس لتجنب تفاقم العجز، والتي تُقدر بنحو 2.1 تريليون دولار.
ومن المتوقع ارتفاع الطلب على النحاس عالميًا بنسبة 70 بالمئة بحلول عام 2050، ليصل إلى 50 مليون طن سنوياً بسبب دور النحاس في تطوير كل من التقنيات الحالية والناشئة.