طرحت وزارة النفط السورية أكبر مناقصة نفطية في تاريخ سوريا، في خطوة من شأنها تأمين احتياجاتها من الوقود خلال الربع الثاني من العام الجاري 2025، بعد نجاحها في تأمين عدد من الشحنات خلال المدة الأخيرة.

وزارة النفط السورية تطلق أكبر مناقصة نفطية

وأعلنت وزارة النفط والثروة المعدنية في مستندات، طرح مناقصة لاستيراد 7 ملايين برميل من النفط الخام لصالح مصفاة بانياس.

وحددت أكبر مناقصة نفطية في تاريخ سوريا، التي أعلنتها الوزارة أمس الأربعاء 26 آذار 2025، مواصفات نوعية النفط الخام المطلوبة للاستيراد، مؤكدةً أنه في حالة وجود اختلاف في متطلبات هذه المواصفات، يُطبَّق خصم أو زيادة في سعر برميل النفط.

وكشفت وزارة النفط في سوريا عن أن المناقصة قابلة للزيادة أو النقصان بنسبة 10 بالمئة، أي نحو 700 ألف برميل، حسب خيار البائع، مع إمكان زيادة الكمية التعاقدية باتفاق متبادل بين الطرفين.

واردات سوريا من النفط

وتسعى وزارة النفط والثروة المعدنية إلى تعزيز واردات سوريا من النفط الخام، لتأمين احتياجات البلاد المتزايدة من الوقود من خلال شراء كميات تصل إلى نحو 7 ملايين برميل من النفط الخام لصالح مصفاة بانياس، على أن تورَّد خلال الربع الثاني من العام الجاري.

وحدّدت الوزارة مواعيد تسليم كميات النفط المطروحة بأكبر مناقصة نفطية في تاريخ سوريا لتبدأ منتصف نيسان المقبل، إلى 20 حزيران.

وبحسب وثيقة المناقصة، من المقرر تسليم شحنات وكميات النفط في خزانات بانياس كالتالي:

مليون برميل خلال المدة من 15 إلى 20 نيسان 2025.

3 ملايين برميل خلال المدة من 20 نيسان إلى 20 أيار 2025.

3 ملايين برميل خلال المدة من 20 أيار إلى 20 حزيران 2025.

واشترطت الوزارة أن يُحدَّد سعر الكمية الصافية من النفط الخام التي ستُوَرَّد إلى خزانات مصفاة بانياس بالدولار الأميركي، وفقاً لمعدلات متوسط سعر البرميل من خام برنت، كما هي محددة في نشرة أسعار “البلاتس”، الموجودة بتاريخ بوليصة الشحن، بالإضافة إلى علاوة أو خصم ثابت يحدده العارض لكل برميل.

كما تضمّنت بنود المناقصة أن تُسدَّد قيمة الشحنات بالدولار الأميركي، بموجب صكّ مصدَّق وبعد تقديم عدد من المستندات، من بينها فاتورة تجارية أصلية مصدّقة، و5 نسخ منها مصدّقة ومتضمّنة منشأ النفط الخام المورد إلى سوريا.

وحدّدت الوزارة آخر موعد لتقديم العروض وهو الإثنين 7 نيسان 2025 من خلال الفاكس أو البريد الإلكتروني الخاص، على أن تُفتَح العروض يوم الثلاثاء 8 نيسان.

بالإضافة إلى ذلك اشتملت بنود المناقصة على عدد من الشروط أهمها عدم أحقية البائع في التنازل عن كامل أو جزء من حقوقه والتزاماته بشكل مباشر أو غير مباشر، دون موافقة مسبقة وخطّية من الطرف الثاني، وهو وزارة النفط في هذه الحالة.

واشترطت الوزارة أن يكون البائع مقاطعاً لإسرائيل، وألّا تكون له أيّ علاقات تجارية مباشرة أو غير مباشرة في حرب مع سوريا، خلال مدة تنفيذ العقد، كما اشترطت أن يتعهّد البائع بالالتزام بقوانين مقاطعة إسرائيل النافذة في البلاد.

شحنات النفط

تأتي أكبر مناقصة نفطية في تاريخ سوريا بعد نجاح البلاد في التوصل إلى اتفاق مع عدد من الشركات لتأمين شحنات نفط لتغذية مصفاتي بانياس وحمص.

وطرحت الحكومة السورية في كانون الثاني الماضي مناقصة لاستيراد 4.2 مليون برميل من النفط الخام، بالإضافة إلى 100 ألف طن من زيت الوقود والديزل.

وخلال الأيام الأخيرة وصلت إلى الموانئ السورية 4 ناقلات نفط من روسيا، بعد عزوف العديد من الشركات العالمية عن المشاركة في المناقصة الأولى بسبب العقوبات المفروضة على دمشق.

ورغم إعلان الاتحاد الأوروبي تخفيف العقوبات على سوريا بهدف تسريع تعافي الاقتصاد فإن شروط الدفع كانت تُشكل أحد العوائق الرئيسة أمام الشركات الكبرى إذ تطلب الحكومة السورية من الموردين البيع بنظام الائتمان المفتوح، مع تقديم ضمانات مالية تتراوح بين 200 و500 ألف دولار، وهو شرط وصفه التجار بأنه غير مألوف في سوق النفط العالمية.

وزارة النفط السورية والنفط الروسي

وتُكافح سوريا لإيجاد بديل للنفط الإيراني لمصافيها، في ظلّ صعوبات تواجهها في إنتاجها النفطي إذ أوقفت مصفاة بانياس السورية، الأكبر في البلاد، عملياتها في كانون الأول 2024 وسط نقص في النفط عقب تعليق الإمدادات الإيرانية.

وتعمل روسيا على إيجاد مشترين بدلاء لنفطها من القطب الشمالي، منذ أن أثّرت العقوبات الأميركية خلال كانون الثاني في شركة غازبروم نفط المنتجة للنفط الخام وناقلات النفط التي تنقله.

وتشير دلائل عديدة إلى أن موسكو تقف وراء شحنات النفط إلى سوريا من خلال شركات غامضة، وتخضع لعقوبات أميركية وأوروبية.

وقال مدير العلاقات العامة بوزارة النفط السورية أحمد سليمان، رداً على وصول شحنات نفط روسية إلى دمشق: “نحن نتعامل مع شركات رسَت عليها المناقصات، هي من تورِّد النفط والمشتقات النفطية”.

وأضاف في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة: “نحن لا نتعامل مع دول، والنفط القادم إلى سوريا عن طريق شركات، بعضها كان يحمل علم أذربيجان”.

المصدر: منصة الطاقة

اقرأ أيضاً…إنتاج سوريا من النفط.. بين الماضي والحاضر والتحديات؟

صفحتنا على فيس بوك