يقترب مشروع أقوى توربينات مد وجذر في العالم خطوة جديدة من بدء البناء بعد تلقيه التمويلات اللازمة من الاتحاد الأوروبي والتي تقع في فرنسا على بُعد 3 كيلومترات فقط من الساحل وتغمرها المياه على عمق يتراوح بين 30 و35 متراً؛ ما يجعلها غير مرئية.

أقوى توربينات مد وجذر في العالم

وتُعد تلك التوربينات صديقة للبيئة، وليس لها سوى تأثير ضئيل في النظم البيئية البحرية، كما أنها مصمّمة بحيث يمكن إعادة تدويرها بسهولة في نهاية عمرها التشغيلي.

وإلى جانب الفوائد البيئية العديدة، تدعم طاقة المد والجذر الاقتصادات الإقليمية عبر الاستفادة من المشروعات الصغيرة والمتوسطة الحجم.

ويُتوقع أن يُسهم قطاع تصنيع توربينات المد والجذر لدى فرنسا في توفير 6 آلاف فرصة عمل جديدة بحلول عام 2030؛ ما يُسهم في بناء اقتصاد محلي أنظف وأكثر مرونة.

طاقة المد والجزر في فرنسا

بفضل احتياطي طاقة يلامس 5 غيغاواط، تتمتع طاقة المد والجزر في فرنسا بإمكانات عالية قد تعزّز استقلاليتها في مجال الطاقة؛ وهو ما تراهن البلاد على تحقيقه بأقوى توربينات مد وجزر في العالم التي حصلت على تمويلات من صندوق الابتكار التابع للاتحاد الأوروبي.

وحصل مشروع إن إتش 1 (NH1)، المنفذ بوساطة شركة نورماندي هيدروليان (Normandie Hydroliennes) المطورة للطاقة في فرنسا، على تمويلات قدرها 31.3 مليون يورو من صندوق الابتكار 2023 التابع للاتحاد الأوروبي.

وستسرّع المنحة المذكورة وتيرة تنفيذ مشروع “إن إتش 1″، وهو من أوائل المشروعات التجريبية التجارية في قطاع طاقة المد والجذر في فرنسا، ويُسهم بدعم مصادر الطاقة المتجددة البحرية في البلد الأوروبي.

ويستهدف المشروع تركيب 4 توربينات ذات محور أفقي في منطقة نورماندي شمال غربي فرنسا؛ ما يغذّي الشبكة الرئيسة بـ34 غيغاواط/ساعة سنوياً بحلول عام 2028.

معلومات عن المشروع

تحوي المزرعة الواقعة في مضيق ألديرني ريس، توربينات من طراز إيه آر 3000 (AR3000) سعة 3 ميغاواط، ولديها القدرة على إنتاج سعة كهربائية قوامها 33.9 غيغاواط/ساعة؛ ما يكفي لتزويد 15 ألف منزل بالكهرباء.

ويسلّط المشروع الذي من المقرر أن يبدأ عملياته في أواخر عام 2027 الضوء على طاقة المد والجزر، بصفته مصدراً تنافسياً وموثوقاً به.

ووفقاً لشركة نورماندي هيدروليان (Normandie Hydroliennes)، فإن مشروع مزرعة طاقة المد “إن إتش 1” الذي يوفّر ما يصل إلى 5 غيغاواط من إمكانات طاقة المد والجزر يمثّل خطوة رئيسة في تحول فرنسا إلى الطاقة النظيفة.

وتبرز “إيه آر 3000” المطورة بوساطة شركة بروتيوس مارين ريتيوابولز (Proteus Marine Renewables)، أقوى توربينات مد وجزر في العالم، إلى جانب فاعليتها من حيث التكلفة في توليد الكهرباء.

وتزعم شركة نورماندي هيدروليانز أن مزرعتها التي ستُصنّع وتُجمّع في فرنسا وتحديدًا في ورشات إيفينور (Efinor) في شيربورغ، تُركز على الخبرات المحلية، علمًا بأن 60 بالمئة من قيمة المشروع مصدرها شركات فرنسية؛ ما يُعزز الإنتاج المحلي.

ومن المتوقع أن يوفّر تطوير مشروع “إن إتش 1” قرابة 400 وظيفة مباشرة وغير مباشرة في فرنسا، إلى جانب تعزيز قطاع الطاقة المتجددة في البلاد وأهدافها للاستدامة لعام 2030.

تغير المناخ

وما يزال تغير المناخ يُمثل التحدي العالمي الأكبر لهذا الجيل؛ ولمكافحته، وضعت أوروبا وفرنسا أهدافًا طموحة لعام 2030، تهدف إلى تسريع التحول البيئي والطاقة، مع خفض الانبعاثات الكربونية بصورة ملحوظة.وفي تلك المعادلة تؤدي الطاقة المتجددة دوراً رئيساً؛ فعلى الرغم من أن طاقة الشمس والرياح تقلل الاعتماد على مصادر الوقود الأحفوري؛ فإن طبيعتها المتقطعة تؤكد الحاجة إلى تطوير مزيد من مصادر الطاقة المتجددة الموثوقة.

وعبر استعمال جاذبية القمر لتوليد تيارات محيطية يمكن التنبؤ بها، توفّر طاقة المد والجزر مصدرًا موثوقًا للكهرباء.

ووفقاً لشركة أوشن إنرجي يوروب (Ocean Energy Europe)، تشكل إمكانات طاقة المد والجزر غير المستغلة في فرنسا، والبالغة سعتها 5 غيغاواط، عنصرًا رئيسًا في تحول فرنسا إلى الطاقة المتجددة.

وبحلول عام 2030، يُتوقع أن تُقارن تكاليف الإنتاج بنظيرتها الخاصة بطاقة الرياح العائمة؛ ما يجعلها جزءًا تنافسيًا من مزيج الطاقة في المستقبل.

توربينات المد والجزر

وتُعد توربينات المد والجزر صديقة للبيئة، وليس لها سوى تأثير ضئيل في البيئات البحرية، بل من السهل إعادة تدويرها عندما تنتهي فترة صلاحيتها؛ وتكون مزارع المد والجزر مغمورة في المياه بالكامل؛ ما يُزيل أي تشويشات بصرية أو صوتية أو بحرية، على عكس مصادر الطاقة المتجددة الأخرى.

وبحلول عام 2030، يتوقع أن تُوفر صناعة طاقة المد والجزر في فرنسا 6 آلاف فرصة عمل جديدة؛ ما يُعزز الاقتصاد المحلي واستقلالية البلاد في مجال الطاقة.

المصدر: مواقع إلكترونية

اقرأ أيضاً…أول جدار من توربينات الرياح البحرية العائمة

صفحتنا على فيس بوك