تحقيق الحياد الكربوني والحد من الاحترار العالمي بثلاث خطوات حاسمة
حدد تقرير حديث 3 خطوات رئيسة لتحقيق مستقبل مستدام للطاقة وضمان إنجاز الأهداف المناخية بـ تحقيق الحياد الكربوني والحد من الاحترار العالمي في ظل مواجهة العالم تحديات بيئية غير مسبوقة أظهرت الحاجة إلى تطوير اقتصاد منخفض الكربون وتحقيق الحياد الكربوني في مختلف القطاعات فضلًا عن الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية.
ثلاث خطوات لتحقيق الحياد الكربوني والحد من الاحترار
وأشار التقرير إلى أن التحول لمصادر الطاقة المتجددة وتسريع اعتماد التقنيات النظيفة والحد من الانبعاثات هي استراتيجيات أساسية لتحقيق الحياد الكربوني والتوافق مع هدف الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى 1.6 درجة مئوية.
ومن المتوقع أن يشهد قطاع الطاقة العالمي تحولاً ملحوظاً خلال العقود المقبلة مدفوعاً بالتقدم غير المسبوق في تقنيات الطاقة المتجددة وانخفاض التكاليف.
تسريع مسار الحياد الكربوني
جاء “التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة” في مقدمة الخطوات الرئيسة للحد من انبعاثات الكربون بحسب تقرير صادر عن شركة ريستاد إنرجي بعنوان “سيناريوهات الطاقة العالمية لعام 2024.. تسريع عملية التحول”.
فخلال عام 2023 كان قطاع الكهرباء مسؤولًا عن إنتاج 15 غيغاطن من ثاني أكسيد الكربون ويمثل ذلك 39 بالمئة من الانبعاثات العالمية وبات من الضروري توسيع انتشار طاقتي الشمس والرياح وتعزيز قدرات سلاسل التوريد، فضلًا عن التخلص التدريجي من محطات الكهرباء بالفحم.
الخطوة الحاسمة الثانية تعتمد على “كهربة جميع القطاعات” تقريباً بما في ذلك النقل والصناعة والبناء القائمة على الوقود الأحفوري ومن شأن ذلك أن يؤدي إلى خفض الانبعاثات بنسبة 43 بالمئة من إجمالي الانبعاثات اللازمة لتحقيق هدف الحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى 1.6 درجة مئوية، في السيناريو الخاص بشركة ريستاد إنرجي.
وتتضمن الخطوة الثالثة “معالجة الانبعاثات المتبقية” التي لا يمكن الحد منها من خلال الكهربة ويستلزم ذلك نشر تقنيات جديدة مثل احتجاز الكربون وتخزينه واستعماله والتقاط الكربون مباشرة من الهواء والاعتماد على بدائل الوقود القائمة على الهيدروجين والوقود الحيوي.
فضلًا عن ذلك أشار التقرير إلى إمكان تسريع خفض انبعاثات الميثان حيث يمكن لتقنيات مثل التخمير الدقيق (تحويل مزيج من الطاقة ومكونات أخرى إلى بروتين) أن تخفض هذا النوع من الانبعاثات بنسبة تصل إلى 97بالمئة مقارنة بالزراعة الحيوانية التقليدية.
كما سلّط التقرير الضوء على كفاءة استعمال الأراضي لتسريع نشر تقنيات الطاقة المتجددة مثل الخلايا الكهروضوئية الزراعية التي تلبي الطلب المرتفع على الكهرباء مع استغلال 3.8 بالمئة فقط من الأراضي الزراعية.
تعزيز كفاءة الطاقة
أكد تقرير ريستاد إنرجي أن تحسين كفاءة الطاقة من خلال اعتماد الطاقة المتجددة وكهربة القطاعات سيكون له تأثير إيجابي في الحد من الانبعاثات المتبقية من الوقود الأحفوري.
وأشار التقرير إلى أوجه القصور في نظام الطاقة الحالي مسلطاً الضوء على هدر قرابة 50 بالمئة من إجمالي الطاقة الأساسية المنتجة بسبب الانبعاثات أو النقل أو عدم كفاءة الإنتاج.
على سبيل المثال تهدر محطات الكهرباء بالفحم 60 بالمئة من إنتاجها في حين تفقد محطات الكهرباء الغاز 50 بالمئة.
في المقابل تتميز المركبات الكهربائية بكونها أكثر كفاءة في استعمال الطاقة بنسبة تصل إلى 70 بالمئة مقارنة بالمركبات العاملة بالديزل.
سيناريوهات الاحترار العالمي
ورغم أن هدف الحد من الاحترار العالمي إلى 1.6 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الحقبة الصناعية مهمة جسيمة فإنه قابل للتحقق من خلال اتخاذ إجراءات حاسمة والتقدم التكنولوجي.
وحالياً تمثل مصادر الطاقة المتجددة وخاصة الشمس والرياح أكثر من ثلث إنتاج الكهرباء في العالم.
وارتفعت تركيبات الطاقة الشمسية بنسبة 60 بالمئة لتصل إلى 360 غيغاواط/ساعة ومن المتوقع أن تصل حصة السيارات الكهربائية إلى 23 بالمئة من مبيعات سيارات الركاب الجديدة خلال العام الجاري مقارنة بـ3 بالمئة فقط قبل 4 سنوات.
فضلاً عن ذلك تجاوزت الاستثمارات السنوية في البنية التحتية الجديدة للطاقة المتجددة استثمارات النفط والغاز لأول مرة في عام 2023.
استثمارات الطاقة النظيفة في 2023
ومع ذلك تشير التوقعات إلى أن الرياح والطاقة الشمسية يجب أن تشكلا 44 بالمئة من إمدادات الطاقة الأساسية بحلول عام 2050 لتتماشى مع الحياد الكربوني بهدف الحد من الاحترار العالمي إلى 1.6 درجة مئوية.
وسلط التقرير الضوء على النمو السريع لسلاسل توريد الطاقة الشمسية والرياح والمركبات الكهربائية والبطاريات وقدرتها على منافسة بدائل الوقود الأحفوري اقتصادياً حتى دون إعانات حكومية.
ومن المتوقع أن تصل سلاسل توريد وحدات الطاقة الشمسية إلى سعة سنوية تقدر بنحو 1.65 تيراواط من التيار المباشر بحلول نهاية 2024 بزيادة قدرها 63 بالمئة في عام واحد فقط.
اقرأ أيضاً…أهداف إزالة الكربون لا تكفي للحد من الاحتباس الحراري