أفاد تقرير لشركة الاستشارات وأبحاث الطاقة العالمية ماكينزي بأن قطاع التعدين يواجه نقصاً طويل الأمد في إمدادات المعادن الأرضية النادرة نتيجة لارتفاع الطلب على المواد الخام لتغذية محرك الطاقة النظيفة.

نقص المعادن الأرضية النادرة

وأكد التقرير أن تحول الطاقة لا يزال في مراحله المبكرة وسط تحقيق ما يقدر بنحو 10 بالمئة فقط من النشر المطلوب لتقنيات الانبعاثات المنخفضة بحلول عام 2050 في معظم المناطق.

وتجدر الإشارة إلى أن المعادن الأساسية تُعد ضرورية لإنتاج البطاريات وتوربينات الرياح والمحركات الكهربائية وأجهزة التحليل الكهربائي وأنها عامل حيوي لإزالة الكربون عبر القطاعات المختلفة.

تصنيف المعادن الأرضية النادرة

صنّف تقرير شركة الاستشارات وأبحاث الطاقة العالمية ماكينزي للطاقة النظيفة المعادن الأرضية النادرة إلى 4 مجموعات تطبيقية لتحول الطاقة:

أولاً: معادن البطاريات بما في ذلك الكوبالت والغرافيت والليثيوم والنيكل، تعمل على تشغيل السيارات الكهربائية وأنظمة تخزين الشبكة.

ثانياً: المواد المغناطيسية الدائمة، التي تتألف من معادن أرضية نادرة، تمكن المحركات الكهربائية وتوربينات الرياح.

ثالثاً: معادن البنية التحتية؛ بما في ذلك النحاس والألومنيوم، تشكّل شبكات كهربائية.

رابعاً: المعادن المتخصصة، تدعم إنتاج الهيدروجين وتوليد الطاقة الشمسية.

وترى ماكينزي أن إمدادات المعادن الحالية تلبي ما بين 10 و35 بالمئة من متطلبات عام 2050 المتوقعة وفقاً لموقع ماينينغ ديجيتال (Mining Digital) الذي يغطي أخبار التقنية و الأتمتة والذكاء الاصطناعي والاستدامة وسلاسل التوريد والعمليات.

ويأتي هذا التقييم في إطار سيناريو الالتزامات المحققة للشركة الاستشارية الذي يحاكي البلدان التي تفي بتعهداتها المناخية المعلنة.

أزمة العرض

وكشفت شركة ماكينزي عن أن الطلب على 7 معادن أرضية نادرة قد يتضاعف قبل عام 2030.

وتشمل هذه المعادن الليثيوم والكوبالت والنيكل والديسبروسيوم والتربيوم والنيوديميوم والبراسيوديميوم كل منها يخدم وظائف محددة في تطبيقات الطاقة النظيفة.

وتتوقّع الشركة الاستشارية أن يزيد الطلب على النيكل بنسبة 100 بالمئة وقد تتوسع متطلبات الديسبروسيوم والتربيوم بنسبة 400 بالمئة ويواجه الطلب على الليثيوم زيادة محتملة بنسبة 700 بالمئة.

إسمنت خال من الانبعاثات.. خرق جديد في طريق مكافحة تغيّر المناخ

وتضيف شركة ماكينزي أن التقنيات منخفضة الانبعاثات ستقود أكثر من 50 بالمئة من الطلب على المعادن النادرة بحلول عام 2030.

وبالنسبة لليثيوم والمعادن الأرضية النادرة يمكن أن تشكل التقنية النظيفة 90 بالمئة من الطلب.

في المقابل يكشف تقرير الشركة عن أن نمو الطلب الأقصى سيحدث قبل عام 2030 ويتماشى هذا التوقيت مع النشر السريع لتقنيات الطاقة النظيفة الجديدة في ظل سيناريوهات الحياد الكربوني ويستمر نمو الطلب بعد عام 2030 بمعدلات منخفضة.

وتشير توقعات العرض من خلال منصة تحليلات صناعة التعدين التابعة لشركة ماكينزي ماينسبانز MineSpans إلى وجود عجز كبير.

وتتوقع المنصة وجود فجوات في العرض والطلب عبر العديد من المعادن بحلول عام 2030.

وقد ينخفض ​​إعرض الديسبروسيوم والتربيوم بنسبة 75 بالمئة عن متطلبات الطلب.

من جهة ثانية قد يفشل إنتاج الليثيوم في تحقيق أهداف الطلب بنسبة 40 بالمئة إذ تواجه 4 من المعادن الـ8 التي فُحِصَت عجزاً في العرض حتى مع تضمين المشروعات المعلنة.

إمدادات المعادن العالمية تؤثر في قطاع التعدين

وتتوقّع وكالة الطاقة الدولية التي تقدم المشورة للحكومات بشأن سياسة الطاقة اختلال التوازن بين العرض والطلب وتشاركها لجنة تحولات الطاقة، التي تمثل قادة قطاع الطاقة، هذه المخاوف.

وتتوقّع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة التي تنسق تطوير الطاقة المتجددة العالمية عجزاً مماثلاً.

ويُظهر تحليل ماكينزي أن الموارد المعدنية النادرة لا تزال كافية تحت الأرض وتستمر احتياطيات النحاس والليثيوم والنيكل في التوسع من خلال الاستكشاف.

من جهتها تحسب وكالة الطاقة الدولية الجداول الزمنية المتوسطة للمشروع بـ17 عاماً من الاكتشاف إلى الإنتاج.

وتتطلب تطويرات النحاس والنيكل من 13 إلى 19 عاماً وتحقق مشروعات الليثيوم إنجازاً أسرع في 5 سنوات.

الطلب على المعادن النادرة يشهد نقصاً في مهارات التعدين

وتسلّط معدلات الشواغر في القطاع الضوء على أزمة المهارات إذ تضاعفت فرص العمل في التعدين الأسترالي منذ عام 2020.

وفي الوقت نفسه انخفض عدد خريجي هندسة التعدين في أستراليا بنسبة 60ى بالمئة منذ عام 2014 وتراجعت عمليات إكمال هندسة التعدين في الولايات المتحدة بنسبة 40 بالمئة منذ عام 2016.

وتطرح قدرة المعالجة تحديات إضافية حيث يتوسع تكرير الكوبالت والليثيوم في غضون عامين حيث توجد الخبرة.

ويقول مؤلفو التقرير إن التركيز الجغرافي يؤثر في مرونة سلسلة التوريد على سبيل المثال، تنتج جمهورية الكونغو الديمقراطية 75 بالمئة من الكوبالت في حين تعالج الصين 60 بالمئة من جميع المعادن الأرضية النادرة.

اقرأ أيضاً… للهيمنة على المعادن النادرة.. الصين تستعد لإنشاء عملاق جديد

صفحتنا على فيس بوك