شركات الطاقة النظيفة في الولايات المتحدة وأوروبا تواجه مشكلات تمويلية ضخمة تهدد الهدف الذي أنشئت من أجله، وذلك حتى قبل أن ترى النور، بحسب تقارير صحفية.

ورغم إنفاق مليارات الدولارات على مشروعات إنتاج الوقود الحيوي والهيدروجين ووقود الطائرات المستدام، يتزايد عدد المشروعات التي تصدم العالم بقرارات الإغلاق والتأجيل، ما يؤكد أن طريق التحول عن الوقود الأحفوري التقليدي سيكون عسيراً.

وأغلقت شركة النفط شل متعددة الجنسيات مشروعين لإنتاج الوقود الحيوي في هولندا والسويد؛ إذ يسعى رئيسها التنفيذي وائل صوان للتركيز على قطاعات أكثر ربحاً للمساهمين مثل النفط والغاز.

وفي بداية طريقها نحو إنتاج الوقود الأخضر لتسيير السفن والطائرات والمركبات بعيداً عن الوقود الأحفوري الملوث، تتعرض شركات الطاقة النظيفة لأزمة التعثر المالي، بسبب تراجع الإعانات وتراجع شهية المستثمرين، فضلاً عن تحديات ارتفاع التضخم وأسعار الكهرباء واضطرابات سلاسل التوريد، من بين أخرى.

وثمة توقعات بارتفاع انبعاثات الكثير من الشركات دون تلك المشروعات النظيفة، ما يفرض تهديداً لمستقبل الأهداف المناخية في الولايات المتحدة التي وضعت هدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

عزوف كبير من شركات الطاقة النظيفة

تعدّ شركة يونايتد إيرلاينز الأميركية أحد أكبر داعمي الشركات الناشئة المتخصصة في إنتاج الوقود الحيوي والهيدروجين، لكن صدمها تباطؤ وتيرة الاستثمارات خلال العام الجاري.

وكانت شركة فولكروم بيوإنرجي إحدى الشركات التي استفادت من دعم شركة الطيران الأميركية، لكن الأمر لم يمضِ كما هو مأمول.

وكانت الشركة الناشئة التي وعدت بتحويل القمامة إلى وقود طيران مستدام تدير مصنعاً في ولاية نيفادا، وعملت لأكثر من 15 عاماً.

وفي تطور صادم، أغلقت الشركة أبوابها بعدما فشلت في تسديد مدفوعات السندات، كما أفلست شركة مماثلة مدعومة من شركات إيرباص وجيت بلو وجي إي إيروسبيس، التي كانت تعمل على تسيير الطائرات بوقود الهيدروجين.

وتراجعت شركات شيفرون الأميركية وبي بي البريطانية وشل متعددة الجنسيات عن إنتاج الوقود الحيوي في أوروبا، كما أعلنت شركة الشحن العالمية ميرسك أنها طلبت بناء 50 ناقلة غاز مسال جديدة وزيت الوقود الأحفوري.

كما أعلنت الخطوط الجوية النيوزيلاندية في يوليو/تموز المنصرم تراجعها عن هدف خفض كثافة الانبعاثات بحلول عام 2030، بسبب تأخُّر مواعيد تسليم الطائرات ذات كفاءة استعمال الوقود، وارتفاع أسعار وقود الطائرات المستدام.

الحماسة تلاشت

كانت شركة بلغ باور إحدى 3 شركات هيدروجين أميركية سجلت خسائر ضخمة خلال الربع الثاني من العام الجاري، حيث بلغ صافي الشركة  61.8 مليون دولار، ونيكولا لصناعة شاحنات خلايا وقود الهيدروجين 133.7 مليون دولار، وبلغ باور 262.3 مليون دولار.

وانهارت أسهم الشركة بأكثر من 90% منذ تمرير قانون خفض التضخم الأميركي في عام 2022، كما انخفضت أسهم شركة الوقود الحيوي جيفو بنحو 80%، حسب صحيفة “وول ستريت جورنال”.

وأدى ارتفاع التكاليف إلى تأجيل المواعيد الزمنية لمشروعات شركات الطاقة النظيفة، وهو ما جعل جمع الأموال أمراً عسيراً على الشركات.

وتزامن ذلك مع تأخُّر وتراجع قيمة الإعفاءات الضريبية التي يقدّمها قانون خفض التضخم الذي أقرّه الرئيس جو بايدن.

كما يكافح أصحاب شركات الطاقة النظيفة بسبب الحاجة لكميات كبيرة من الكهرباء، وسط ارتفاع أسعار الفائدة واضطرابات سلاسل التوريد وارتفاع تكاليف تطوير الشبكات التي أسفرت لارتفاع أسعار الكهرباء.

كما يزاحم شركات الطاقة النظيفة على إنتاج الكهرباء من مصادر متجددة الشركات التكنولوجية التي تدير مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي وعادة ما تدفع أسعار كهرباء أعلى.

ومن أجل التوصل إلى حل، يرى مديرون تنفيذيون أن الحل يمكن في إيجاد أنماط تشغيل تقلل التكاليف حتى تتمكن الشركات من تجاوز الطريق الوعر.

المصدر: مواقع إلكترونية

اقرأ أيضاً… عام 2024 قد يصبح الأشد حرارة في التاريخ الحديث

صفحتنا على فيس بوك