
الطاقة الشمسية الحرارية تحدث ثورة متجددة في أستراليا
تعد الطاقة الشمسية الحرارية المركزة لبنة حاسمة في بناء عصر الطاقة المتجددة في أستراليا إذ يمكنها أن تصبح شريان الحياة الاقتصادي لمناطق الفحم والغاز من خلال توليد كهرباء نظيفة وحرارة موثوقة.
الطاقة الشمسية الحرارية متجددة 100 بالمئة
وتعد تقنية الطاقة الشمسية الحرارية المركزة بالفوائد نفسها التي توفرها محطات الكهرباء التي تعمل بالتوربينات ولكنها متجددة بنسبة 100 بالمئة ما يساعد على إزالة الكربون من الصناعة والحفاظ على الوظائف التي تتطلب مهارات عالية في قطاع الطاقة.
ويمكن أن تسبب هذه التقنية طفرة بالوظائف في منطقة أستراليا الإقليمية ما يوفر انتقالاً حقيقياً لعمال الوقود الأحفوري للعمل بأدوار مماثلة في صناعة الطاقة المتجددة.
فوائد الطاقة الشمسية الحرارية
وتأتي الطاقة الشمسية الحرارية المعروفة أيضاً باسم (الطاقة الشمسية المركزة) لتكمل الطاقة الشمسية الكهروضوئية الأكثر استعمالاً في أستراليا.
وبينما تقوم الطاقة الشمسية الكهروضوئية بتحويل الفوتونات إلى إلكترونات فإن الطاقة الشمسية الحرارية تلتقط حرارة الشمس.
وتقوم هذه المحطات بتركيز أشعة الشمس بوساطة مرايا لتسخين السائل وتخزين الحرارة عادةً في خزانات الملح المنصهر ويتم استعمال الحرارة لإنتاج البخار وتشغيل التوربينات البخارية لتوليد الكهرباء.
ونظراً لأنه يمكن تخزين الحرارة فيمكنها توليد كهرباء قابلة للتوزيع على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع حسب الطلب مع الزيادة أو الانخفاض وفقاً للسوق أو توفير الكهرباء طوال الليل.
ويمكن استعمال البخار والحرارة المتولدة في العمليات الصناعية وتوفر هذه التقنية كهرباء نظيفة قابلة للتوزيع إلى جانب فوائد قوة النظام للكهرباء المولدة من توربينات تعمل بالبخار.
وهناك نحو 100 محطة شمسية حرارية على نطاق واسع تعمل على مستوى العالم إذ تبني الصين 28 من هذه المحطات في حين تمتلك محطات الطاقة الشمسية الحرارية في إسبانيا قدرة مركبة تزيد على 2300 ميغاواط.
كما شغّلت إمارة دبي مشروعاً للطاقة الشمسية الحرارية بقدرة 700 ميغاواط مع تخزين لمدة 15 ساعة.
توفير فرص عمل
وعلى الرغم من المعدلات العالية للإشعاع الشمسي في أستراليا وتوافر الأراضي فإنها لا تمتلك محطات للطاقة الشمسية المركزة قيد التشغيل على نطاق واسع.
وهذه فرصة ضائعة بالنسبة للمناطق التي تعمل فيها محطات توليد الكهرباء بالفحم والغاز حالياً وحيث ستقام محطات الطاقة الشمسية المركزة.
وتوظف محطات الفحم ما بين 200 و300 شخص وتدعم البلدات والمدن الإقليمية بوظائف عالية الأجر وتتطلب مهارات عالية.
ونظراً لتقاعد محطات الفحم والغاز يُمكن أن تشهد منطقة أستراليا الإقليمية الاحتفاظ بالعديد من وظائف الطاقة المتخصصة هذه من خلال بناء محطات الطاقة الشمسية المركزة.
وتستعمل جمعية صناعة الطاقة الشمسية الحرارية الأسترالية (AUSTELA) مشروعاً قياسياً بقدرة 100 ميغاواط للطاقة الشمسية المركزة، لإظهار فرص العمل المتوقعة من محطة تُبنى في منطقة أستراليا الإقليمية.
وفي مرحلة البناء التي تستغرق 42 شهراً توظف قاعدة مكونة من 800 عامل وخلال وقت الذروة لمدة البناء التي تبلغ 12 شهراً يوظف 1700 عامل عادةً وتوظف مرحلة التشغيل والصيانة المستمرة نحو 200 عامل.
ويمكن أن تتمتع منطقة أستراليا الإقليمية بطفرة في الوظائف حيث تُبنى محطات الطاقة الشمسية المركزة بوصفها بدائل خالية من الانبعاثات للفحم.
وتقدّر خريطة طريق تخزين الطاقة المتجددة الصادرة عن هيئة البحوث الأسترالية (CSIRO) أنه في عام 2050 ستحتاج شبكات الكهرباء الأسترالية إلى 150 غيغاواط/ساعة من تخزين الطاقة الشمسية الحرارية أو سعة 10 غيغاواط على افتراض متوسط 15 ساعة من التخزين وهو ما يترجم إلى 20 ألف وظيفة مستمرة محتملة.
دعم الصناعات المحيطة
كما يمكن أن تكون محطات الطاقة الشمسية المركزة لاعباً رئيساً بمزيج التوليد الضروري في أستراليا من أجل الحصول على طاقة متجددة قابلة للتوزيع وفي الوقت نفسه دعم القوى العاملة الإقليمية والخبرة التي ستُفقد لولا ذلك.
وتستمر فوائد التوظيف للطاقة الشمسية المركّزة خارج نطاق المحطة فمع قيام الصناعة الأسترالية بإزالة الكربون تجذب الطاقة الشمسية المركزة الصناعات المحيطة بها التي تحتاج إلى الطاقة الخضراء بالإضافة إلى الحرارة الخضراء.
وتشكل الحرارة الصناعية تحدياً كبيراً وفقاً لوكالة الطاقة المتجددة الأسترالية إذ تمثّل 44 بالمئة من طاقة الاستعمال النهائي في البلاد منها 52 بالمئة عبارة عن حرارة معالجة توفر في الغالب عن طريق الغاز والفحم.
وتتمتع الحرارة المستمدة من الطاقة الشمسية المركزة بالقدرة على توفير المزيد من فرص العمل في المناطق في الصناعات التي تعتمد على الحرارة مثل تجهيز الأغذية وإنتاج الأسمدة وصناعة الورق.
ويعد مزيج الحرارة والطاقة المتجددة أيضاً ضرورياً لصناعة الوقود السائل الأخضر مثل الميثانول الأخضر والهيدروجين الأخضر.