أدوات جديدة لقياس انبعاثات الهيدروجين عبر مختلف أنحاء العالم، يقترب العلماء من الإفصاح عنها، في محاولة لمساعدة الصناعة على تجنّب أيّ مشكلات.

وقال كبير العلماء في صندوق الدفاع عن البيئة ستيفن هامبورغ، إن العلماء يطوّرون -الآن ولأول مرة- التقنية التي يُمكن من خلالها قياس المدى الحقيقي لانبعاثات الهيدروجين من البنية التحتية لغاز الهيدروجين في العالم.

وشدد على أن البيانات ستأتي مع التعاون الصناعي أو دونه، على هامش مشاركته بقمة الهيدروجين العالمية في روتردام هذا الأسبوع.

ويسعى هامبورغ مع زملائه إلى إحداث الطفرة نفسها التي شوهدت في مجال انبعاثات الميثان، إذ نجحوا في جمع البيانات التي مكّنت قطاع النفط والغاز من خفض انبعاثاته بشكلٍ ملحوظ.

عواقب انبعاثات الهيدروجين

أوضح ستيفن هامبورغ، أن الصندوق ينسّق مع أكاديميين في هولندا والولايات المتحدة لبناء أدوات لقياس غاز الهيدروجين من حيث الحجم، وقد أجرى اختباراً مستقلاً لنموذج أولي في هذا المجال.

وحذّر صندوق الدفاع عن البيئة من أنه لا أحد يعرف كمية الهيدروجين المتسربة إلى الغلاف الجوي، مع ما لذلك من عواقب خطيرة على المناخ.

أدوات لقياس انبعاثات الهيدروجين

وجدت دراسة خلال العام الماضي أن الهيدروجين يعمل بوصفه غاز دفيئة غير مباشر، ويتسبب في ارتفاع درجة الحرارة بما يتراوح بين 8.8 و14.4 مرة أكثر من ثاني أكسيد الكربون على مدى 100 عام.

وترجع فجوة البيانات المتعلقة بالانبعاثات إلى حقيقة مفادها أن أدوات قياس انبعاثات الهيدروجين على نطاق واسع -باستثناء تلك المطلوبة لقياس كميات صغيرة لأسباب تتعلق بالسلامة- لم تكن موجودة من قبل.

وقال هامبورغ: “بمجرد تسليم هذه الأدوات، سنبدأ حملات القياس في أوروبا وأميركا الشمالية، وسنبدأ في جمع البيانات، ثم سنصدرها”.

وتابع: “من الواضح أنه يتعين علينا إجراء بعض التحقق؛ لذا يتعين علينا التأكد من موافقة الجميع على أننا نحصل على بيانات عالية الجودة”.

ويعتقد هامبورغ أن صناعة الهيدروجين لديها الكثير الذي يمكنها أن تسهم به وأن تحقق مكاسب، مشيراً إلى أن صندوق الدفاع عن البيئة لديه بعض شركاء الصناعة للعمل جنباً إلى جنب في قياس انبعاثات الهيدروجين.

وشدد على أن البيانات ستخضع لمراجعة النظراء وستكون مستقلة، مشيراً إلى قوانين صندوق الدفاع عن البيئة الصارمة التي تضمن جمع البيانات والتحقق منها بطريقة شفافة، وعدم مشاركة أيّ نتائج حتى تصبح المجموعة واثقة بنسبة 100% من قوة البيانات.

حادث تسرب الهيدروجين

كان تسرب الهيدروجين في مصنع المواد الكيميائية العملاق التابع لشركة باسف في لودفيغسهافن الألمانية، قد تسبَّب في حدوث “اشتعال قصير” مساء يوم الثلاثاء 30 أبريل/نيسان 2024.

ووفق بيان صحفي، أوضحت الشركة أن مركبات القياس البيئي التابعة لها كانت تتحرك داخل مباني المصنع وخارجها، وعُثِر على قراءات مرتفعة قليلاً في محيط موقع الانتشار.

وتمكّنت الشركة من إخماد الحريق سريعاً بوساطة إدارة الإطفاء الموجودة في أكبر مجمع كيميائي في العالم، مشددة على أنها تُجري تحقيقاً لمعرفة أسباب الحادث.

والهيدروجين أحد غازات الدفيئة غير المباشرة، وهو شديد الاشتعال، ويُمكن أن ينفجر عند تسخينه أو تحت الضغط، ولكن لم تحدث أيّ انفجارات في موقع المجمع الكيميائي.

المصدر: مواقع إلكترونية

اقرأ أيضاً… تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى وقود متجدد.. تقنية ثورية تكافح تغير المناخ

صفحتنا على فيس بوك