كشفت دراسة حديثة أجراها علماء من معهد “ماساتشوستس” للتكنولوجيا أن هطول الثلوج والأمطار الغزيرة يساهم بزيادة وقوع الزلازل حول العالم وكانت أشارت دراسات وأبحاث مكثفة سابقة إلى أنّ حركة الصفائح التكتونية التي تكوّن قشرة الأرض هي السبب الأساسي وراء وقوع الزلازل.

هطول الثلوج والأمطار الغزيرة

وتوصّل الباحثون إلى هذه الاستنتاجات بناء على الكيفية التي تساهم فيها أنماط الطقس في شمال اليابان بإحداث “سلسلة” جديدة من الهزات الأرضية المتعددة والمستمرة والتي ظهرت في عام 2020 وفقا لسجلات المراقبة.

ويقول الباحث الرئيسي للدراسة الدكتور “ويليام فرانك” وهو أستاذ مساعد في قسم علوم الأرض والغلاف الجوّي والكواكب: نرى أن تساقط الثلوج والأحمال البيئية الأخرى على السطح يؤثر في حالة الإجهاد تحت الأرض إذ ارتبط توقيت هطول الأمطار الغزيرة ارتباطاً وثيقاً ببداية سلسلة الزلازل في اليابان.

واعتبر أنه نتيجة لذلك فمن الواضح أن المناخ له تأثير في استجابة الأرض الصلبة والتي من ضمنها وقوع الهزات الأرضية والزلازل.

نشاط زلزالي يتوافق مع هطول الثلوج الكثيف

وركّز الباحثون في دراستهم التي تم نشرها في مجلة “ساينس أدفانس” على النشاط الزلزالي في شبه جزيرة نوتو اليابانية وهي منطقة ضربها مئات الزلازل في السنوات الأخيرة بما في ذلك زلزال بقوّة 7.6 درجات وفق مقياس ريختر أصاب المنطقة مطلع هذا العام 2024.

ووجد الباحثون أنّ أنماط الزلازل قبل عام 2020 بدت عشوائية وغير منتظمة في حين أنها بعد ذلك العام ارتبطت برباط وثيق بالحالة الجويّة.

ويقول فرانك: يمكننا أن نرى أن توقيت هذه الزلازل يتوافق بشكل مثير ودقيق للغاية مع عدّة مرات نشهد فيها تساقط الثلوج بكثافة في تلك المنطقة.

هطول الثلوج والأمطار الغزيرة وآلية تأثيرها

ويعتقد العلماء أن الثلوج ومياه الأمطار يمكن أن تؤثر في ما يُعرف بـ”ضغط السائل في الفجوات” تحت سطح الأرض وهو ضغط المياه الجوفية الموجودة داخل التربة أو الصخور في الفجوات وداخل الشقوق الأرضية وبالتالي فإن هذا الضغط يساهم بشكل كبير في مدى سرعة انتقال الموجات الزلزالية تحت الأرض.

وعلى الرغم من أنّ الدراسة أجريت على اليابان فقط فإن الفريق العلمي يجزم بأن التغير المناخي سيكون له تأثير حقيقي في وقوع الزلازل على مستوى الكوكب بأكمله في المستقبل القريب.

وأشار فرانك إلى أن مآلات تغيّر المناخ تكمن في حدوث تغير في توزيع وانتشار الأمطار والثلوج حول الأرض وبالتالي حدوث اختلاف واختلال في توزيع الأحمال على القشرة الأرضية ليعقب ذلك سلسلة من الهزات الأرضية على مستوى العالم.

المصدر: مواقع إلكترونية

اقرأ أيضاً…كيف يمكن التصدي لمواجهة الكوارث الطبيعية

صفحتنا على فيس بوك