محطات الفحم المغلقة كنوز مخفية لتسريع التحول الأخضر
محطات الفحم المغلقة ترسم لنفسها دوراً مستقبلياً محتملاً في تسريع وتيرة التحول الأخضر في أوروبا عبر تحويلها إلى منشآت لتوليد الكهرباء النظيفة.
ويتزايد عدد محطات الكهرباء العاملة بالفحم التي خرجت من الخدمة في القارة العجوز، مع تحول العديد من بلدانها إلى مصادر الطاقة المتجددة واستبدالها بهذا الوقود الأحفوري الحساس بيئياً.
وتراجع معدل توليد الكهرباء من محطات الفحم في أوروبا مقارنةً بتلك المولدة من طاقة الرياح، للمرة الأولى في الربع الأخير من 2023، ليلامس 184 تيراواط/ساعة، نظير 193 تيراواط/ساعة من طاقة الرياح.
تُعد محطات الفحم المغلقة -التي خرجت من حسابات القائمين على تلك الصناعة الحيوية- مواقع مثالية لتوليد الكهرباء المتجددة وتخزينها، في ظل تسارع وتيرة التحول العالمي من الوقود الأحفوري إلى الطاقة النظيفة في أوروبا، وفق ما أورده موقع يورونيوز.
ومن المتوقع أن يخرج قرابة نصف محطات الكهرباء العاملة بالفحم في أوروبا من الخدمة، في ظل مساعي دول القارة للتخلص من الفحم بالكلية قبل نهاية العقد المقبل (2040).
وتتيح محطات الفحم المغلقة فرصة ذهبية لتسريع وتيرة تحول الطاقة، عبر إمكان استعمالها في تعزيز كمية الكهرباء المولدة بالمصادر النظيفة.
محطات الفحم المغلقة خارج الخدمة
في العام قبل الماضي (2022) تمثلت أكبر 10 مصادر للانبعاثات الكربونية في أوروبا في محطات فحم، وكانت تلك المحطات -مجتمعةً- مسؤولة عن 13% من إجمالي الانبعاثات في بلدان الاتحاد الأوروبي.
ورغم أهمية الخطط الأوروبية لتسريع وتيرة التخلص من الكهرباء المولدة بالفحم، بات من الضروري إدراك أن هذا الوقود الأحفوري يؤدي دوراً مهماً في منظومة الطاقة العالمية عبر توفيره مصدراً موثوقًاً -وإن كان ملوثاً- للكهرباء.
ويكمن أحد التحديات الرئيسة التي تواجه جهود تحول الطاقة في استبدال المصادر المتجددة بالفحم لتوليد الكهرباء المستدامة.
ومع إضافة تقنية تخزين الكهرباء، أضحى ممكنًا -الآن- استعمال الكهرباء المتجددة المولدة بطاقة الشمس والرياح بديلًا مستدامًا للوقود الأحفوري، إذ إنه بمجرد وقف تشغيل محطات الفحم، يمكن استعمالها بوساطة مطوري الطاقة المتجددة.
وتشمل تلك العملية الأصول والمنشآت الكبيرة، التي غالبًا ما تتدهور حالتها ويصعب الاستفادة منها في أغراض غير صناعية، إلى جانب البنية التحتية الحالية للنقل الكهربائي التي يمكن استعمالها بسهولة لنقل الكهرباء النظيفة.
دور التقنية الجديدة
تبرز التقنية الجديدة العمود الفقري للتحول من الفحم إلى مصادر الطاقة النظيفة، وصولاً إلى أهداف الحياد الكربوني، ومع ذلك، أدت الطبيعة المتقطعة لطاقتي الشمس والرياح إلى الحد من قدرتها على أن تَحِل محل مصادر الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء.
لكن يمكن لتقنيات تخزين الكهرباء الجديدة تخزين كميات أكبر من تلك السلعة الحيوية وتفريغها على مدار مدد أطول من أنواع البطاريات السابقة، ما يتيح إمكان تخزين الكهرباء النظيفة وإتاحة استعمالها عند الحاجة إليها.
المصدر: مواقع إلكترونية
اقرأ أيضاً… التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية