الأمونيا الخضراء، قد تصبح من أهم بدائل الطاقة المتجددة الرخيصة، ووقوداً واعداً ونظيفاً لصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، وفي الوقت نفسه مرتفعة الانبعاثات الملوثة للبيئة؛ ما يمهد الطريق إلى تحقيق الحياد الكربوني، حسب ما وجد خبراء يابانيون.

ووقّعت الدول اتفاقية تاريخية في قمة المناخ كوب 28 التي عُقِدت في دبي الإماراتية نهاية 2023، تستهدف التخلص من الوقود الأحفوري.

لذلك يثور تساؤل عن أفضل مزيج طاقة ممكن لتحقيق هذا الهدف، دون الإخلال بأمن الطاقة، وجاء الجواب من شركة الهندسة اليابانية “آي إتش آي” interest، بأن تحقيق هذا الهدف ممكن بالاعتماد أكثر عليها.

وتشهد الأمونيا الخضراء اهتماماً متزايداً ونمواً في أوروبا، إذ عدّتها القارة العجوز وسيلتها للحياد الكربوني في الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة.

استدامة الأمونيا الخضراء

يبذل الخبراء وصنّاع السياسات في دول العالم من اليابان حتى هولندا مجهودات تستهدف التأكد من مدى استدامة الأمونيا، وانخفاض تكلفتها.

يأتي ذلك في ضوء توقعات بارتفاع حجم سوق الأمونيا الخضراء بمقدار 3 أضعاف بحلول عام 2050، وتنامي الطلب الذي سيأتي معظمه من أوروبا وآسيا، وفق تقرير حديث لـ”إس آند بي بلاتس.

وأشار التقرير إلى أن إضافة الأمونيا الخضراء إلى مزيج الطاقة، يعني القضاء على المخاطر البيئية والجيوسياسية، لكن لضمان هذه النتيجة يجب على أوروبا الاستعداد بضخ الاستثمارات اللازمة لضمان وجود هذا المصدر في سلسلة القيمة.

وبدأت شركة الصناعة القائدة عالمياً “آي إتش آي” في الربط بين الدول المنتجة لها وأسواق الطلب عليها، وتحديد معايير موحدة لاستعمالها.

وعلى الرغم من أن استعمال الأمونيا الخضراء الشائع يرتكز في صناعة الأسمدة، فإن الاعتماد على هذا الوقود يشهد توسعاً في مجالات عديدة الآن.

وعلى سبيل المثال، عدت وكالة الطاقة الدولية في تقرير “رؤية التقنية 2023” مونيا الخضراء أكثر ناقل للهيدروجين كفاءة من ناحية التكلفة، مقارنةً بناقلَي الهيدروجين السائل العضوي والسائل.

وأوضح التقرير أن ناقل الهيدروجين من الأمونيا يُكلّف بين 1.9 و2.2 دولاراً أميركياً للكيلوغرام، مقارنة بـ2 إلى 2.5 دولاراً أميركياً للهيدروجين السائل العضوي، و2 إلى 3.7 دولاراً أميركياً للسائل، ما يعني أن الخضراء الأرخص والأكثر كفاءة، الأمر الذي يجعلها واعدة لنشر الهيدروجين في أوروبا.

الحياد الكربوني

تقدّم الامونيا الخضراء فوائد عظيمة لهدف تحقيق الحياد الكربوني في قطاع النقل البحري، وأخرى تعصى على هذا المستهدف مثل التوربينات والغلايات.

ويتواصل نمو الطلب على الوقود الخالي من الكربون في قطاع النقل البحري؛ ما يجعلها هدفاً يتطلع إليه أطراف تلك الصناعة.

لذلك أخذت شركة “آي إتش آي” زمام المبادرة، إذ شكّلت تحالفاً مع 4 شركات يابانية، لتطوير زورق سحب بمحرك رباعي الدفع يعتمد علىالأمونيا الخضراء بنسبة 80%، و20% من الوقود الأحفوري.

ومن المخطط أن يكتمل بناء الزورق في يونيو/حزيران 2024، ويُشَغَّل في خليج طوكيو، حسبما ذكر موقع “يورو آكتيف”.

وإضافة إلى ذلك، يسمح حرق الأمونيا بإعادة استعمال مرافق الغاز مثل صهاريج التخزين في المواني، وخطوط الأنابيب والتوربينات؛ ما يمكّن أوروبا من استغلال منشآت ومعدّات الغاز التي كانت تعتمد عليها في السابق، ويعمل على الحفاظ على الوظائف الموجودة، إضافة إلى تقليص الاستثمارات المطلوبة لتدشين البنية التحتية اللازمة لعملية تحول الطاقة.

وحتى الآن، تعمل الحكومة اليابانية مع “آي إتش آي” مع منظمة المعايير الدولية، لبناء معايير عالمية وإطار عمل تسهّل الاستعمال الآمن للأمونيا الخضراءالمصدر: مواقع إلكترونية

اقرأ أيضاً… إنتاج الأمونيا من الليثيوم قد يزيح الهيدروجين الأخضر من المشهد

صفحتنا على فيس بوك