تمثل احتياطيات الزنك في الجزائر مرتكزاً رئيساً لخطة التنويع الاقتصادي في البلاد التي تستهدف التوسع في استغلال المعادن الأكثر طلباً في البورصات العالمية.

احتياطيات الزنك في الجزائر

ويكتسب معدن الزنك أهمية كبيرة ويزداد الطلب عليه عالمياً إذ يستعمل في صناعة السيارات والأجهزة المنزلية والمكونات الكهربائية وصناعة البطاريات وفي العديد من الصناعة الكيميائية والميكانيكية.

وحسب بيانات وحدة أبحاث الطاقة (مقرها واشنطن) تحتل احتياطيات الزنك في الجزائر المرتبة الثالثة عالمياً بعد تقدير احتياطيات منجم (تالا حمزة) الذي يُعد من بين أكبر 10 مناجم في العالم من حيث احتياطيات الزنك والرصاص والذي دخل مرحلة الاستغلال في تشرين الثاني من عام 2023.

منجم تالا حمزة

حيث يحوي منجم تالا حمزة في واد أميزور الواقع على بعد 15 كيلومتراً من ولاية بجاية احتياطيات ضخمة من الزنك والرصاص تقدّر بـ 53 مليون طن من بينها 34 مليون طن قابلة للاستخراج بحسب البيانات الواردة عبر الموقع الإلكتروني للشركة الأسترالية للمناجم “تيرامين” (Terramin).

وتتكون احتياطيات المنجم من 78 بالمئة زنك و22 بالمئة رصاص ما يضع احتياطيات الزنك في الجزائر في المرتبة الثالثة عالمياً بحسب منصة الطاقة المتخصصة ووحدة الأبحاث التابعة لها.

وفي آذار 2022 اتفق شركاء المشروع على دراسة التحسين وتطوير المنجم وفي أيار 2023 أصدرت هيئة تنظيم التعدين الجزائرية تصريح التعدين لمنجم تالا حمزة بتعاون مشترك بين شركتي سونارام الوطنية وتيرامين (Terramin) الأسترالية.

إنتاج المنجم وأهميته الاقتصادية

وسيبلغ إنتاج منجم تالا حمزة نحو 170 ألف طن من الزنك و130 ألف طن من الرصاص سنوياً ما سيدعم سد الاحتياجات المحلية وخلق فائض في الإنتاج للتصدير وبالتالي زيادة الإيرادات وتقدر أرباحه بنحو 60 مليون دولار سنوياً ومن المتوقع دخول المشروع حيز الإنتاج خلال عام 2026 وفق توقعات وزارة الطاقة والمناجم.

وسيسهم مشروع تطوير منجم تالا حمزة في دعم الاقتصاد الوطني وتنمية المنطقة وزيادة احتياطيات الزنك في الجزائر ووضعها في قائمة أكبر منتجي خام الزنك.

وفي 9 تشرين الثاني 2023 التقى وزير الطاقة محمد عرقاب المدير العام للشريك الأسترالي الشركة الأسترالية للمناجم “تيرامين” (Terramin) فانغ شانغ إذ أشار الطرفان إلى الآثار الإيجابية العديدة المُنتظرة من المشروع للاقتصاد الوطني بصفة عامة والتنمية الاقتصادية للمنطقة.

وضمن الآثار التنموية للمشروع أسهم تطوير منجم تالا حمزة في تسريع أعمال الطريق السريع الرابط بين ميناء بجاية وأحنيف وإزدواجية وكهربة خط السكة الحديد بجاية-بني منصور.

وجرى تخصيص 25 بالمئة من التكلفة الإجمالية للمشروع لحماية البيئة والسلامة كما يخصص المشروع ميزانية خاصة لدعم الخدمات الاجتماعية من خلال تمويل النوادي الرياضية المحلية والصحة والتعليم.

وسيوفر مشروع تطوير منجم تالا حمزة 786 فرصة عمل مباشرة وأكثر من 4 آلاف فرصة عمل غير مباشرة وفق ما أوردت صحيفة ليكسبرسيون الناطقة بالفرنسية.

وفي أيار 2023 وجّه الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون مجلس الوزراء إلى تسريع وتيرة إنجاز مشروع تطوير منجم تالا حمزة بواد أميزور.

ويشمل تنفيذ مشروع تطوير منجم تالا حمزة 3 مراحل رئيسة لتنفيذه على النحو التالي:

المرحلة الأولى: تشييد المنجم والمصنع خلال مدة من 2 إلى 3 سنوات.

المرحلة الثانية: الدخول في استغلال المنجم لمدة 19 عاماً.

المرحلة الثالثة: غلق وإعادة التهيئة للموقع المستغل في مدة 5 سنوات.

احتياطيات الزنك في الجزائر والطلب على الزنك

وفي ظل التوجه العالمي للتوسع بمشروعات تحول الطاقة يزداد الطلب على الزنك إذ إنه يُستعمَل في العديد من الصناعات من بينها الصناعات الميكانيكية وصناعة البطاريات ما يبرز الأهمية الاقتصادية لاحتياطيات الزنك في الجزائر.

ويقول الخبير الاقتصادي الجزائري عيسى موهوبي في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة إن منجم تالا حمزة سيغير خريطة استثمارات التعدين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إذ أسهم في زيادة احتياطيات الزنك في الجزائر ليضعها في المرتبة الثالثة من حيث احتياطيات الزنك عالمياً.

وأضاف موهوبي أن الجزائر مؤهلة لاحتلال المرتبة الأولى عالمياً في سلسلة القيمة للصناعة المتجددة في ظل تنامي الطلب على المعادن اللازمة لصناعة الطاقة.

ويرى الموهوبي أن النمو المتسارع لاستهلاك المعادن في جميع أنحاء العالم يبشّر بمستقبل كبير للبلدان الغنية بهذه المواد ما يعزز أهمية احتياطيات الزنك في الجزائر.

المصدر: مواقع إلكترونية

اقرأ أيضاً…بطاريات الزنك الهوائية.. تطور ثوري في صناعة تخزين الكهرباء

صفحتنا على فيس بوك