النفط الصخري والتقليدي تعرف على الفوارق؟
يسمع الكثيرون من غير المتخصصين كلمة النفط الصخري والنفط التقليدي وهو ما يدفعهم إلى التفكير في الفرق بين ذلك النوع من النفوط (الصخري) وذلك الخام التقليدي (النفط العادي) وما إذا كان الاختلاف بينهما كبيراً أم صغيراً.
النفط لا يأتي من الديناصورات
وفي هذا الإطار أوضح خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي وهو مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الفرق بين ذلك النوع من النفط الموجود في الصخور أو ذلك النوع المهاجر الذي ينتقل من مكان إلى مكان.
وذلك خلال حلقة من برنامج “أنسيات الطاقة” قدمها الدكتور الحجي بمنصة “إكس” تحت عنوان “هل تنتقل ثورة الصخري الأميركية إلى الدول العربية؟”.
وقال الدكتور الحجي: إن النفط يوجد في طبقات صخرية أو يولد بها ويتطور عبر الزمن تحت ظروف خاصة من الحرارة والضغط مضيفاً: علّمونا ونحن صغار أن النفط يأتي من الديناصورات هذا الكلام غير صحيح إذ إن عملية التحول إلى نفط إذا كانت مسامات الصخور واسعة وتسمح للنفط بالانتقال فإنه ينتقل عبر الصخور حتى يصل إلى طبقة كتيمة وينحبس بها.
ومن ثم وفق الحجي فإن النفط الموجود في دول الخليج وأغلب دول العالم هو نفط مهاجر انتقل من مكان إلى مكان وانحبس في مناطق كتيمة وذلك قبل اكتشافه في المناطق المحبوس بها.
ما هو النفط الصخري؟
وقال الدكتور الحجي إن النفط الصخري هو نفط وُلِد في صخور كتيمة أو ذات مسامات ضيقة جداً ومن ثم لم يستطع الهجرة لذلك فإن استخراج النفط والغاز الصخريين يكون من الصخرة الأم في مكان ولادته.
ولكن وفق الحجي بما أن هذه الصخور كانت كتيمة أو ضيقة المسام لا بد من تكسير الصخور حتى ينساب النفط أو الغاز مضيفاً: لتكسير هذه الصخور استغرق العالم بحدود 100 عام حتى تطورت التقنية التي يستطيع بها تكسير هذه الصخور.
وأوضح أن عملية التكسير المائي التي تستعمل الضغط مع الماء بجانب بعض المواد والرمال تعمل على الضخ بقوة شديدة تكسر هذه الصخور لافتاً إلى أن هذا الأمر حدث مع تطور تقني آخر وهو الحفر الأفقي متعدد الاتجاهات.
بعبارة أخرى وفق الدكتور أنس الحجي أنه في الوقت الذي اكتُشفت فيه التقنية وطُبِّقَت وطبعاً الانتشار الكبير للغاز حصل في 2005 والانتشار الكبير للنفط بدأ في 2010 فما حدث هو تقدّم تقنيتين في الوقت نفسه الأولى هي القدرة على تكسير الصخور والثانية الحفر الاتجاهي أو الأفقي.
الحفر الأفقي واستخراج النفط الصخري والغاز
كما يقول الدكتور الحجي إن الحفر الأفقي يعني أنه يمكن من بئر واحدة الحفر عمودياً ثم عند الوصول إلى الطبقة المطلوبة التي هي طبقة النفط الصخري أو التي يوجد فيها النفط أو الغاز يكون الحفر أفقياً بعدّة اتجاهات ولمسافات طويلة قد تصل لعدّة كيلومترات.
وأضاف: لذا فإن الفرق بين النفط التقليدي والنفط الصخري أو الغاز التقليدي والغاز الصخري هو ما إن كنا نحصل عليه من مكان هجرته أو من مكان ميلاده فإذا جاء من مكان ميلاده فهو صخري.
أمّا إذا جاء هذا النفط من مكان إلى أخر منتقلًا بينهما فإنه يكون نفطاً مهاجراً حتى إذا كانت ولادته الأولى داخل الصخور فهنا تكون المسام واسعة سمحت له بالتنقل والهجرة ليكون اكتشافه في مكان آخر وفق الحجي.
وأوضح الدكتور الحجي أن كلمة النفط الصخري إذا كان الاكتشاف في مكان الميلاد تكون غير دقيقة لأنه ليست كل الأماكن ذات الصخور الضيقة صخرية وهناك أماكن أخرى ومكامن أخرى.
وتابع: هذه الأماكن والمكامن الأخرى فقط يقال إنها ذات أماكن ضيقة أو كتيمة وليست صخرية ولكن تجاوزاً نستعمل كلمه “صخري” لأنه حتى في السعودية عند الحديث عن حقل الجافورة قد لا تنطبق عليه كلمة “صخري” ولكنها مناطق كتيمة أو ذات مسام ضيقة.