اقتصاد العالم في 2024 كشف عنه تقرير بوكالة بلومبيرغ،  حيث ناقش التطورات الرئيسة التي تشكّل المشهد الاقتصادي العالمي.

فمن كفاح ألمانيا ضد انكماش التصنيع إلى توقعات النمو المتفائلة في الولايات المتحدة، ومبادرة اليابان الطموحة في مجال صناعة الرقائق، تواجه كل منطقة تحديات وفرصا فريدة من نوعها.

كما ناقش التقرير تأثير التوترات الجيوسياسية وتقلب أسعار النفط وقرارات البنوك المركزية على الساحة العالمية، على اقتصاد العالم في 2024 كذلك العقبات الاقتصادية التي تواجهها أوروبا، والفائض غير المسبوق في ميزانية المملكة المتحدة وقطاع التصنيع المزدهر في الولايات المتحدة، إضافة إلى تداعيات تقلبات أسعار النفط على إيرادات المملكة العربية السعودية.

وتعمق التقرير في تعقيدات الاقتصاد الرقمي، حيث يواجه الإجماع العالمي تحديات غير مسبوقة.

اقتصاد العالم.. معركة شاقة يخوضها الاقتصاد الألماني

وقال تقرير الوكالة إن ألمانيا، القوة الاقتصادية الأولى في أوروبا، تكافح للتعافي البطيء من تباطؤ القطاع الصناعي، حيث تقدّر الحكومة نمواً بنسبة 0.2% فقط هذا العام، وهو أقل بكثير من التوقعات السابقة البالغة 1.3%، حيث تعزو الحكومة التحديات إلى التوترات الجيوسياسية وارتفاع أسعار الفائدة، بينما تعرب عن تفاؤلها بشأن تأثير ارتفاع الأجور الحقيقية، وسوق العمل القوي.

وانخفض مؤشر المصانع في ألمانيا إلى أدنى مستوى له منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما كشف عن انخفاض الإنتاج إلى جانب تراجع الطلبيات الجديدة في الداخل والخارج.

وفي المملكة المتحدة، أدى الفائض التاريخي في الميزانية في يناير/كانون الثاني الماضي إلى رفع توقعات التخفيضات الضريبية في إعلان الميزانية القادم في السادس من مارس/آذار المقبل، من جانب وزير الخزانة جيريمي هانت.

اقتصاد العالم.. تفاؤل اقتصادي في أمريكا

وتتفاءل الوكالة بإشراقة متوقعة للآفاق الاقتصادية في الولايات المتحدة لعام 2024، مع رفع الاقتصاديين في وول ستريت توقعاتهم للنمو والإنفاق، حيث يشير أحدث استطلاع لبلومبيرغ إلى توسع متوقع بنسبة 2.1% بمعدل سنوي هذا العام، مقارنة بنسبة 1.5% المتوقعة في الشهر الماضي فقط. ويغذّي هذا التفاؤل قوة مضافة لسوق العمل، والإنفاق الاستهلاكي، إضافة إلى النفقات الحكومية.

كما أشارت إلى أن نشاط التصنيع في الولايات المتحدة توسع بأسرع وتيرة منذ سبتمبر/أيلول 2022، متحررا من الركود الذي كان يلوح في سمائه، حيث تذكر الوكالة أن النمو، على الرغم من تواضعه، يمثل أشهرا متتالية من التحسّن، وهو ما يشير إلى اتجاه إيجابي في هذا القطاع.

رهان ياباني

تقوم اليابان، التي تواجه تحديات في سوق الرقائق العالمية مع انخفاض حصتها إلى أقل من 10%، باستثمار كبير في هوكايدو لإحياء براعتها في صناعة الرقائق، وفقاً لتقرير بلومبير، حيث تهدف هذه الخطوة إلى عزل الاقتصاد الياباني عن التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين، بشأن الوصول إلى خبرات ومعدات صناعة الرقائق.

إيرادات النفط السعودية تتراجع

كذلك تشير الوكالة إلى أن المملكة العربية السعودية شهدت انخفاضاً كبيراً في صادرات النفط الخام العام الماضي، حيث بلغ متوسط أسعار النفط حوالي 80 دولاراً للبرميل.

وأدى انخفاض عائدات تصدير النفط بنحو 80 مليار دولار إلى دفع ميزانية المملكة إلى العجز مرة أخرى، وفقاً للتقرير الذي يشير إلى أهمية بقاء الاقتصاد السعودي قوياً أمام التقلبات في أسعار الطاقة.

اقتصاد العالم… هيمنة شركات التقنية الكبرى

وحافظت البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم إلى حد كبير على تكاليف الاقتراض دون تغيير في الأشهر الأولى من 2024.

وتذكر بلومبيرغ أن الإجماع العالمي الذي دام عقوداً من الزمن بشأن التجارة الإلكترونية، وتدفق البيانات عبر الحدود معرض لخطر الانهيار، مشيرة إلى أن المخاوف بشأن هيمنة شركات التقنية الكبرى ومقرها الولايات المتحدة، إلى جانب مخاوف أخرى؛ مثل: مخاطر الذكاء الاصطناعي، وحماية خصوصية البيانات، والخسائر المحتملة للإيرادات الجمركية، تدفع الاقتصادات الناشئة إلى إعادة تقييم الإطار الحالي.

وبينما يتنقل الاقتصاد العالمي عبر هذه التحديات، ستلعب مرونة الدول الفردية واستراتيجياتها دوراً فعالاً في تحديد مسار التعافي.

المصدر: بلومبيرغ

اقرأ أيضاً… كارثة مفاجئة قد تجمّد أوروبا مع عواقب تطال العالم!

صفحتنا على فيس بوك