يبرز تحويل النفايات إلى هيدروجين بوصفه تقنية جديدة من شأنها إحداث ثورة في مجال تحويل المخلفات إلى وقود نظيف من خلال المعالجات الحرارية للاستفادة منها عوضاً عن دفنها الذي قد يسبب ضرراً أكبر للبيئة.

تحويل النفايات إلى هيدروجين

وأحدث طرق المعالجة هذه هي تحويل النفايات إلى هيدروجين عبر الاستفادة من الغاز المتولد من المخلفات باستعمال آلية تُعرف بـ”التدوير الحراري” وفقاً لما نشره موقع إنرجي نيوز Energy News.

يأتي هذا في وقت ينصب فيه الاهتمام العالمي على الهيدروجين بصفته مصدراً للطاقة النظيفة بدافع من قدرته على التخفيف من الأثار البيئية المُضرة والإسهام في مستقبل مستدام.

آلية عمل التقنية

وتعتمد تقنية تحويل النفايات إلى هيدروجين على تحويل النفايات الأولية جزئياً إلى غاز صناعي (غاز تخليقي) عند درجات حرارة عالية إلى مجموعة أكثر تنوعاً من المنتجات النهائية فيما يُعرف بـ”التحلل الحراري” أو “التغويز”.

وبعد ذلك يمكن استعمال هذا الغاز الصناعي الذي يحتوي على الهيدروجين وقوداً في مختلف التطبيقات بما في ذلك مركبات خلايا الوقود.

ويُعرف تحويل النفايات إلى هيدروجين أيضاً باسم “تحويل النفايات إلى إكس” (X).

وتُعد هذه التقنية إحدى الطرق البديلة لإنتاج الهيدروجين الخالي من الانبعاثات أو منخفض الانبعاثات التي تكتسب زخماً يوماً بعد يوم مع وجود كميات كبيرة من المخلفات.

حيث أن هناك عدة تقنيات لتحويل النفايات إلى طاقة منها: التقاط الغاز الحيوي الناتج عن التحلل البكتيري للمواد العضوية في مدافن النفايات بتكلفة منخفضة ومعالجته إلى غاز طبيعي متجدد.

ويمكن أيضاً الحصول على الكهرباء من حرق النفايات الصلبة واستعمال الرماد في صناعة البناء.

وجاءت الإمارات في مقدمة الدول العربية بمجال تحويل النفايات إلى طاقة إذ افتتحت محطة الشارقة لتحويل النفايات بعيداً عن المكبات بشكل كامل واستغلالها وذلك خلال شهر أيار 2023.

المعالجة الحرارية للنفايات

كما إن معالجة النفايات للحصول على وقود منها باستعمال الحرارة هي إحدى وسائط الاستفادة من هذه المخلفات اقتصادياً وبيئياً وهذا هو ما يحدث في حالة تقنية تحويل النفايات إلى هيدروجين.

وبدأ الكثير من دول العالم في إقامة المحطات لمعالجة النفايات عبر ما يُعرف بالتدوير الحراري فخلال العام الماضي 2022 بدأ تشغيل أكثر من 2600 محطة لمعالجة النفايات على مستوى العالم بقدرة إنتاجية تبلغ نحو 460 مليون طن سنوياً.

وتجدر الإشارة إلى أن الحاجة المُلحة لاستكشاف عمليات بديلة لمعالجة النفايات نشأت من العواقب البيئية الوخيمة لدفن النفايات العضوية.

فعلى سبيل المثال تعد انبعاثات غاز الميثان الناجمة عن النفايات العضوية في مدافن النفايات أكثر ضرراً بالمناخ بنحو 25 مرة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ما يسهم بشكل كبير في ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

لهذا ينصب تركيز دولة متقدمة مثل سويسرا حيث تخضع 100% من النفايات البلدية فيها للمعالجة الحرارية على إعادة التدوير الفاعلة ما يقلل الحاجة إلى ضرورة وجود مساحات لدفن المخلفات.

في المقابل ما يزال احتفاظ البلدان النامية والناشئة بالنفايات غير المعالجة سائداً ما يسهم في نحو سُبع انبعاثات الميثان العالمية.

المصدر: مواقع إلكترونية
اقرأ أيضاً…إنتاج الهيدروجين من النفايات البلاستيكية.. تقنية أميركية منخفضة الانبعاثات

صفحتنا على فيس بوك