طور مجموعة من الباحثين في جامعة كوبنهاغن الدنماركية طريقة جديدة تعتمد على الضوء والكلور في إزالة انبعاثات الميثان منخفضة التركيز من الهواء وذلك في إطار سعي العلماء لإزالة انبعاثات الميثان للحد من تداعيات الاحترار العالمي وتحسين جودة الهواء.

إزالة انبعاثات الميثان بسرعة أعلى

وقال الباحثون: إن تلك النتائج تقربنا من إمكان إزالة غازات الدفيئة من حظائر الماشية ومحطات إنتاج الغاز الحيوي ومحطات معالجة الصرف الصحي بسرعة أعلى ما يخدم في النهاية أهداف التغيرات المناخية.

كما قالت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ “آي بي سي سي” (IPCC) إن خفض انبعاثات الميثان من شأنه أن يخفض الزيادة في درجات الحرارة العالمية.

غاز خطير

ويُعد الميثان أقوى في تأثيره بين غازات الدفيئة بواقع 85 مرة مقارنة بغاز ثاني أكسيد الكربون وتنطلق أكثر من نصف انبعاثاته من المصادر البشرية إذ تمثل فضلات الماشية وإنتاج الوقود الأحفوري النصيب الأكبر من تلك الانبعاثات.

غير أن طريقة جديدة طورها فريق بحثي في قسم الكيمياء بجامعة كوبنهاغن بالتعاون مع شركة أمبينت كاربون (Ambient Carbon) قد نجحت في إزالة انبعاثات الميثان من الهواء.

وقال أستاذ كيمياء الغلاف الجوي في جامعة كاليفورنيا الأميركية ماثيو ستانلي جونسون: إن جزءاً كبيراً من انبعاثات الميثان يأتي من ملايين المصادر ذات التركيز المنخفض مثل حظائر الماشية والخنازير.

وقال جونسون الذي قاد فريق البحث: عملياً.. انبعاثات الميثان المنطلقة من تلك المصادر يستحيل تركيزها في مستويات مرتفعة أو حتى إزالتها غير أن النتائج الجديدة التي توصلنا إليها تُثبت أنه من الممكن استعمال غرفة التفاعلات التي بنيناها في تحقيق هذا الهدف.

ولإزالة انبعاثات الميثان من الهواء بنى الباحثون غرفة تفاعلات تشبه صندوقاً معدنياً به أكوام من الخراطيم وأدوات القياس وبداخل الصندوق تحدث سلسلة تفاعلات بين المركبات الكيميائية التي تنتهي بتحليل غاز الميثان وإزالة أجزاء كبيرة منه من الهواء.

وقال أستاذ كيمياء الغلاف الجوي في جامعة كاليفورنيا الأميركية ماثيو ستانلي جونسون: في الدراسة العلمية أثبتنا أن غرفة التفاعلات لدينا يمكنها إزالة 58 بالمئة من انبعاثات الميثان من الهواء ومنذ أن قدمنا الدراسة أدخلنا تحسينات على نتائجنا التي توصلنا إليها في المختبر ولذا ارتفعت قدرة غرفة التفاعلات على إزالة انبعاثات الميثان من الهواء إلى 88بالمئة.

دور غاز الكلور

وفي هذا الاكتشاف المهم تبرز أهمية غاز الكلور فباستعمال غاز الكلور والطاقة المستمدة من الضوء يستطيع الباحثون إزالة انبعاثات غاز الميثان من الهواء بدرجة كفاءة تزيد على الطريقة التي تحدث في الغلاف الجوي والتي تستغرق فيها تلك العملية عادةً ما بين 10 و12 ساعة.

وتابع جونسون: يتحلل غاز الميثان بسرعة السلحفاة لأن الغاز لا يتفاعل بشكل خاص مع الأشياء الأخرى في الغلاف الجوي ومع ذلك اكتشفنا أنه بمساعدة الضوء والكلور نستطيع تحفيز تفاعل وتفكيك الميثان بدرجة أسرع بنحو 100 مليون مرة مما يحدث في الطبيعة.

تزايد انبعاثات الميثان

في 21 شباط 2023 أوضح تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة أن انبعاثات غاز الميثان العالمية الصادرة من قطاع الطاقة والتي رصدها مؤشر تتبع الميثان العالمي الخاص بالوكالة صعدت إلى 133.3 مليون طن خلال العام الماضي 2022 ارتفاعاً من 2 بالمئة عن العام السابق 2021 حينما بلغت 130.9 مليون طن.

واقتربت انبعاثات الميثان العالمية من مستويات ما قبل جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) المسجلة في عام 2019 عند 135 مليون طن ليصعد إجمالي الانبعاثات للعام الثاني على التوالي.

ويبرز الميثان مسؤولاً عن 30 بالمئة من ارتفاع درجات الحرارة العالمية منذ الثورة الصناعية ما يعني أن خفض انبعاثاته سيكون فعالاً للغاية في الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وتحسين جودة الهواء على المدى القريب.

المصدر: مواقع إلكترونية
اقرأ أيضاً…كمية تخزين ثاني أكسيد الكربون في المحيطات تفوق التقديرات

صفحتنا على فيس بوك