أكبر محطة طاقة شمسية في موقع واحد عالمياً
افتتحت الإمارات محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية التي تعد أكبر محطة طاقة شمسية في موقع واحد على مستوى العالم بالقرب من العاصمة أبو ظبي ما يعد إنجازاً أخضر جديداً.
تدشين أكبر محطة طاقة شمسية
ودشّن نائب حاكم إمارة أبوظبي الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان المحطة في الـ 16 من تشرين الثاني 2023 والتي تبلغ قدرتها الإنتاجية 2 غيغاواط.
وتُعد المحطة الجديدة أكبر محطة طاقة شمسية في موقع واحد على مستوى العالم وفق بيان أصدرته شركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر” التي تشارك في إنشاء المشروع إلى جانب 3 شركات أخرى: هي “طاقة” الإماراتية و”إي دي إف رينوبلز” الفرنسية، و”جينكو باور” الصينية بالتعاون مع شركة مياه وكهرباء الإمارات.
الطاقة النظيفة في الإمارات
وقال نائب حاكم إمارة أبوظبي الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان خلال تدشين المحطة: إن هذا المشروع الرائد الذي يأتي تدشينه مع قرب استضافتنا مؤتمر الأطراف كوب 28 هو نموذج للمشروعات التي تُنفّذ وفقاً للاستراتيجيات الوطنية الهادفة إلى رفع حصة الطاقة النظيفة وخفض الانبعاثات ودعم المساعي العالمية لتحفيز العمل المناخي الفاعل بما يخفّف من آثار تغير المناخ ويدعم عملية التنمية المستدامة الشاملة.
وأضاف أنها تدعم رؤية الإمارات لأن تكون في طليعة دول العالم في تبنّي الطاقة النظيفة والحلول المبتكرة في هذا المجال تحقيقاً لأمن الطاقة من جهة ومساهمة في بناء مستقبل زاهر للأجيال من جهة أخرى.
أكبر محطة طاقة شمسية في موقع واحد
بدوره قدم وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة رئيس مؤتمر الأطراف كوب 28 رئيس مجلس إدارة “مصدر” الدكتور سلطان أحمد الجابر شرحاً حول المشروع وأهميته الاستراتيجية ودوره في تعزيز أمن الطاقة الوطني.
وأشار الجابر إلى أن محطة الظفرة التي أنشئت من مرحلة واحدة تقع على بُعد 35 كيلومتراً من مدينة أبوظبي وتُسهم في تزويد نحو 200 ألف منزل بالكهرباء وتفادي إطلاق 2.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية سنوياً.
وأوضح أن المشروع شُيّد في موقع يمتد على مساحة 20 كيلومتراً مربعاً وأسهم في توفير 4 آلاف و500 فرصة عمل خلال مرحلة الإنشاء.
وأضاف أن المحطة تضم قرابة 4 ملايين لوح شمسي ثنائية الوجه وهي تقنية مبتكرة تتيح إنتاج طاقة كهربائية بكفاءة أكبر عبر التقاط الإشعاع الشمسي بوساطة وجهي الألواح الشمسية الأمامي والخلفي.
رحلة الطاقة المتجددة في الإمارات
وبدأت رحلة الطاقة المتجددة في الإمارات منذ عام 2009 مع تدشين “مصدر” أول مشروعاتها بقدرة إنتاجية بلغت 10 ميغاواط وصولاً إلى اليوم الذي شهد تدشين محطة الظفرة بقدرة 2 غيغاواط أي أكثر بمقدار 200 ضعف.
وقد حقّق هذا المشروع الضخم رقماً قياسياً عالمياً من حيث سعر التكلفة عند إتمام صفقة تمويله ما يعكس التزام دولة الإمارات الراسخ بالحد من الانبعاثات الكربونية على مستوى الدولة والعالم حسب بيان “مصدر”.
من جانبه أكد رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي المهندس عويضة مرشد المرر أن تدشين محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية هو خطوة استراتيجية جديدة ونوعية تعزّز من مكانة دولة الإمارات وأبوظبي في قطاع الطاقة النظيفة والمتجددة ودورها الفاعل في دفع عجلة نمو القطاع في العالم.
وأضاف أن المشروع سيُسهم في توفير فرص للنمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام مع تحقيق التوازن بين التنمية المستدامة والحد من تداعيات تغير المناخ وبناء اقتصاد المعرفة والاستفادة من التكنولوجيا النظيفة وإيجاد مزيج متنوع من مصادر الطاقة.
من جانبه قال الرئيس التنفيذي لشركة مياه وكهرباء الإمارات عثمان آل علي إنه إلى جانب محطة نور أبوظبي سوف تُسهم محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية في زيادة القدرة الإنتاجية لشركة مياه وكهرباء الإمارات من الطاقة الشمسية وخفض انبعاثات الكربون المرتبطة بإنتاج الكهرباء بصورة كبيرة.
وأضاف: كذلك فقد عملنا مؤخراً على تطوير محطتين جديدتين للطاقة الشمسية مماثلتين من حيث الحجم والقدرة الإنتاجية لمشروع محطة الظفرة للطاقة الشمسية الكهروضوئية ما سيجعل أبوظبي موطناً لأكبر 4 محطات للطاقة الشمسية في العالم.
أهمية مشروع محطة الظفرة
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة “مصدر” محمد جميل الرمحي أهمية مشروع محطة الظفرة مشيراً إلى أنه يمثل خطوة رائدة لدولة الإمارات وإنجازاً تفخر به “مصدر” وشركاؤها الاستراتيجيون الذين كان لهم دور أساسي في تحقيق هذا النجاح.
وأوضح أن تطوير أكبر محطة طاقة شمسية يُعد مثالاً حياً على أهمية الشراكات ويجسد روح الريادة والرؤية الطموحة.
وأضاف: تقوم (مصدر) منذ أكثر من 17 عاماً بدور مهم في تطوير مشروعات طاقة متجددة في دولة الإمارات ومختلف أنحاء العالم ولدينا خطط لزيادة القدرة الإنتاجية لمحفظة مشروعاتنا إلى 100 غيغاواط بحلول عام 2030.
يُذكر أن شركة “طاقة” تمتلك 40 بالمئة من الحصص في محطة الظفرة في حين تبلغ حصة كلٍّ من “مصدر” و”إي دي إف رينوبلز” و”جينكو باور” 20 بالمئة لكل منها.
وستزوّد المحطة شركة مياه وكهرباء الإمارات بالكهرباء وفقاً لاتفاقية شراء الطاقة الموقعة في عام 2020 وسترفع قدرة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في إمارة أبوظبي إلى 3.2 غيغاواط.