يبدو أن الألواح الشمسية العائمة أصبحت رهان عالمي في إنجاح ثورة في قطاع الطاقة المتجددة، وتعزيز الأمن المائي للدول، ووضعها على مسار النمو السريع عبر استغلال المواقع الصناعية غير المُستعمَلة في تعزيز معدلات توليد الكهرباء النظيفة التي لا غنى عنها للتنمية المستدامة.

وتبرز تلك التقنية حلاً واعداً لمعضلة انبعاثات غازات الدفيئة التي ألزمت الحكومات بالبحث المستمر عن مصادر الطاقة البديلة والمتجددة، وجعلت إنجاز تلك المهمة أكثر أهمية من أيّ وقت مضى، وفق تقارير جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي ضوء تلك المعطيات، يطرح مطوّرو صناعة الطاقة الشمسية في أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية أساطيل من الألواح الشمسية العائمة التي أظهرت نتائج مذهلة وضعتها في تنافسية مع نظيرتها من الألواح الشمسية التقليدية المثبتة على اليابسة.

من الممكن تحويل حفرة قديمة لاستخراج الفحم إلى “محطة كهرباء خضراء” عند تغطيتها بأنظمة ألواح شمسية عائمة، وفق ما أوردته شبكة “بلومبرغ”، حيث تمتلك تلك التقنية القدرة على استبدال الكهرباء المولدة بالمصادر المتجددة بالوقود الأحفوري في مجتمعات معينة، كما تُعدّ جزءا من الجهود الرامية لتوسيع الأسطح التي تمتص أشعة الشمس، مع تقليل مساحات الأراضي اللازمة لإنشاء محطات الطاقة الشمسية التقليدية.

ويمكن وضعها على خزانات المياه والبحيرات أو أيّ مسطحات مائية اصطناعية أخرى، وفق إدارة معلومات الطاقة الأميركية.، حيث تسهم في المحافظة على المياه، عبر خفض كمية التبخر.

عوامل محفزة لاستخدام الألواح الشمسية العائمة

بعدما أدى الطلب الكبير على ألواح الطاقة وانتشارها على الأسطح واليابسة، ما أوجد ضغوطًاً ناتجة عن ضرورة إيجاد عقارات جديدة لتوليد الكهرباء المتجددة، كما أن الجهود اللاحقة لبناء محطات طاقة شمسية في المناطق الريفية تعقّدت نتيجة معارضة المزارعين والسكان المحليين لتركيب الألواح الشمسية، زاعمين أنها تشوّه المناظر الطبيعية في المناطق التي يقطنونها، حيث أن أصحاب مهنة الزراعة ما زالوا ينظرون إلى الألواح الشمسية على أنها تهديد وجودي، رغم أنها تقضي على تلك المشكلة، بل ولديها القدرة على الإسهام في أن تدبّ مظاهر الحياة بالمواقع المهمَلة.

ولسدّ الطلب المتصاعد، تستكشف الحكومات والشركات والمرافق الأوروبية المناطق الصناعية غير المُستعمَلة؛ بحثاً عن مسطحات مائية متاحة.، حيث تتصدر قائمة تلك المسطحات المائية البرك والبحيرات التي لا تجتذب الكثير من الزوّار، والتي لديها مستويات ثابتة من المياه لا تتلاشى تحت الثلوج في فصل الشتاء.

ووفق الأرقام الصادرة عن البنك الدولي، يمكن أن تُغطي أوروبا ما لا يقلّ عن 7% من استهلاكها السنوي من الكهرباء عبر نشر ألواح شمسية عائمة على 10% فقط من أسطح البحيرات الاصطناعية، وإذا وُسِّعَ نطاق ذلك عالمياً، سترتفع كمية الكهرباء المولدة إلى 5.211 تيراواط/ساعة/سنوياً.

وتُظهر الدراسات العلمية أن الألواح الشمسية العائمة تُحسّن جودة المياه، عبر خفض معدلات تكاثر الطحالب، كما يمكن أن تساعد على توفير المياه خلال أوقات الجفاف، عبر تقليص كمية التبخر.

وتُغطي الألواح الشمسية العائمة البالغ عددها 45 ألف وحدة، والتي تغذّي غرافينويرث بالكهرباء مساحة تعادل 20 ملعب كرة قدم، وهي تُولّد كهرباء في الأيام المشمسة، تكفي لسدّ احتياجات 7.500 منزل من تلك السلعة الإستراتيجية.

رغم تزايد كمية الكهرباء المولدة بمحطات الطاقة الشمسية العائمة بأعلى من الضعف سنوياً، فإن بعض الشركات المتخصصة تتوقع أن لا تنطلق سوق الألواح الشمسية العائمة انطلاقاً كاملاً بعد، بسبب القيود البيروقراطية وتقييم التراخيص البيئية التي يمكن أن تستغرق وقتاً أطول من الألواح الشمسية المركبة على اليابسة.

في العام الماضي (2022)، لامست قيمة سوق الألواح الشمسية العائمة ما إجمالي قيمته 35.4 مليار دولار أميركي، وفق تقديرات تضمنها تقرير منصة “غلوب نيوزواير” GlobeNewswire البحثية.

ومن المتوقع أن تُسجل نمواً كبيراً، إلى ما قيمته 180.68 مليار دولار بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، بمعدل نمو سنوي مركب 22.6% خلال مدة التوقعات التي تمتد من العام الجاري (2023) إلى عام 2030، وفق التقرير.

المصدر: مواقع إلكترونية

اقرأ أيضاً… محطات توليد الكهرباء في إندونيسيا تنتظر التمويل الأخضر.. ورفض بيئي

صفحتنا على فيس بوك