بدأت محطة فوكوشيما النووية اليابانية اليوم الخميس 24 آب 2023 بتفريغ مياهها المشعة في البحر وسط اعتراضات بيئية وهي عملية سيستغرق استكمالها عقوداً.

وتأتي عملية إطلاق مياه المحطة النووية التي تمثل علامة فارقة في عملية طويلة وصعبة وسط اعتراضات من عدد من المنظمات البيئية والدول المجاورة وفي مقدمتها الصين.

وتحتوي الخزانات الموجودة في الموقع حالياً على نحو 1.3 مليون طن من المياه المشعة وهو ما يكفي لملء 500 حوض سباحة أولمبي.

خطة تفريغ مياه محطة فوكوشيما النووية اليابانية

وتقوم شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو) بتصفية المياه الملوثة لإزالة النظائر ولم يتبق سوى التريتيوم وهو نظير مشع للهيدروجين يصعب فصله.

وتعمل تيبكو على تخفيف المياه حتى تنخفض مستويات التريتيوم إلى ما دون الحدود التنظيمية قبل ضخها إلى المحيط من الموقع الساحلي حسبما ذكرت وكالة رويترز.

وأوضحت الشركة أن المرحلة الأولى من التصريف ستتم على مدار 17 يوماً وستشمل تصريف 7800 طن من المياه المعالجة المخففة بمياه البحر.

وتخطط الشركة لتصريف أكثر من 31 ألف طن من المياه خلال العام الحالي أي نحو 30 خزاناً موضحة أن عملية التصريف الكاملة قد تستغرق 30 عاماً على الأقل حتى تكتمل.

ويتم إطلاق المياه التي تحتوي على التريتيوم بشكل روتيني من المحطات النووية في جميع أنحاء العالم وتدعم السلطات التنظيمية التعامل مع مياه محطة فوكوشيما النووية بهذه الطريقة.

ويُعَد التريتيوم غير ضار نسبياً لأن إشعاعه ليس نشطاً بدرجة كافية لاختراق جلد الإنسان إذ أكّدت مقالة في مجلة ساينتفيك أميركان في عام 2014 أنه عند تناولها بمستويات أعلى من تلك الموجودة في المياه المنطلقة فإنها يمكن أن تزيد من مخاطر الإصابة بالسرطان.

وسيستغرق التخلص من مياه محطة فوكوشيما النووية عقوداً حتى يكتمل مع التصفية والتخفيف المستمرين إلى جانب وقف تشغيل المحطة المخطط له.

خطورة المياه المتسربة

وتقول اليابان والمنظمات العلمية إن المياه المتسربة آمنة لكن نشطاء البيئة يقولون إن جميع التأثيرات المحتملة لم تُدرَس بعد؛ إذ تشدد طوكيو على حاجتها لبدء إطلاق المياه مع امتلاء صهاريج التخزين.

وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهي هيئة الرقابة النووية التابعة للأمم المتحدة قد أعطت الضوء الأخضر للخطة في تموز الماضي قائلة إنها تفي بالمعايير الدولية وإن تأثيرها في الناس والبيئة ضئيل.

من جانبها أكدت منظمة السلام الأخضر يوم الثلاثاء الماضي أن المخاطر الإشعاعية لم تُقَيَّم بشكل كامل وإن التأثيرات البيولوجية للتريتيوم والكربون 14 والسترونتيوم 90 واليود 129 التي سيتم إطلاقها مع الماء تم تجاهلها.

وستعمل عملية الترشيح على إزالة السترونتيوم 90 واليود 129 كما أن تركيز الكربون 14 في المياه الملوثة أقل بكثير من المعيار التنظيمي للتصريف وفقاً لوثائق تيبكو والحكومة اليابانية.

وتُشدِّد اليابان على أن مستويات التريتيوم في المياه ستكون أقل من تلك التي تُعَد آمنة للشرب بموجب معايير منظمة الصحة العالمية.

وقالت بعثة اليابان لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي: في الوقت نفسه ليس من عادة أي دولة أن تشرب المياه التي يتم تصريفها من المنشآت النووية.

وأوضحت الوثيقة أن الحكومة ستتخذ الإجراءات المناسبة بما في ذلك التعليق الفوري للتصريف إذا تم اكتشاف تركيزات عالية بشكل غير عادي من المواد المشعة.

وخلصت حكومة كوريا الجنوبية من دراستها الخاصة إلى أن إطلاق المياه يتوافق مع المعايير الدولية وقالت إنها تحترم تقييم الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ردود الفعل على تصريف المياه

وتعمل شركة تبكو مع مجتمعات صيد الأسماك وأصحاب المصلحة الآخرين وتُرَوِّج لمنتجات الزراعة وصيد الأسماك والغابات في المتاجر والمطاعم لتقليل أي ضرر يلحق بسمعة الإنتاج من المنطقة.

وحثّت نقابات الصيد في فوكوشيما الحكومة لسنوات على عدم إطلاق المياه بحجة أن ذلك من شأنه أن يقوض الجهود الرامية إلى استعادة السمعة المتضررة لمصايد الأسماك الخاصة بهم.

وقال رئيس الاتحاد الوطني للجمعيات التعاونية لمصايد الأسماك ماسانوبو ساكاموتو يوم الإثنين إن المجموعة تدرك أن الإطلاق قد يكون آمناً من الناحية العلمية لكنها لا تزال تخشى الإضرار بالسمعة.

وأعربت الدول المجاورة عن قلقها وكانت الصين هي الأعلى صوتاً ووصفت خطة اليابان بأنها غير مسؤولة وغير شعبية وأحادية الجانب.

وبعد وقت قصير من تدمير تسونامي وزلزال عام 2011 لمحطة فوكوشيما النووية حظرت الصين واردات المنتجات الغذائية والزراعية من 5 محافظات يابانية وفي وقت لاحق وسَّعت الحظر ليشمل 10 من أصل 47 محافظة في اليابان.

كما فرِضَت القيود الأخيرة على الواردات في تموز بعد أن وافقت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على خطط اليابان لتصريف المياه المعالجة.

وكانت وضعت اليابان في كانون الأول من العام 2021 خطة لإطلاق المياه تتضمن معايير التعويض للصناعة المحلية وإعداد تقرير السلامة.

في 4 تموز2023 حصلت اليابان على موافقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة على صرف المياه بعد مراجعة استمرت عامين وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن خططها تتفق مع معايير السلامة العالمية وسيكون لها تأثير إشعاعي ضئيل في الناس والبيئة.

المصدر: مواقع إلكترونية
اقرأ أيضاً…أكبر مزرعة رياح بحرية عائمة في العالم تدخل حيز التشغيل

صفحتنا على فيس بوك