الزراعة الفلطائية في كندا
يطلق اسم الزراعة الفلطائية (الفولتية-الضوئية) على زراعة المحاصيل في الظلال المحمية بالألواح الشمسية وهي موجودة في كندا.
الزراعة الفلطائية (الفولتية-الضوئية)
ويرى الباحثون في مجال التكنولوجيا الكهروضوئية الشمسية أنّ بعض المحاصيل عند تظليلها بألواح الطاقة الشمسية تنمو بشكل أكبر أي عندما تكون محمية من أشعة الشمس ولذلك يتعمدون تظليل أراضي المحاصيل الكبيرة باستعمال ألواح الطاقة الشمسية.
ويمكن أن تساعد مثل هذه الزراعة في تلبية احتياجات كندا من الغذاء والطاقة وتقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري في المستقبل.
إمكانات هذه الزراعة
وتوصل بحث نشره أجراه موقع “ذا كونفرسيشن” مؤخرا إلى أن كندا لديها إمكانات زراعة (فلطائية) فولتية-ضوئية هائلة لأنها قوة زراعية عالمية إذ بلغت أهداف تصدير الأغذية التي تنتجها كندا نحو 75 مليار دولار بحلول عام 2025.
وأوضح البحث أن العديد من المحاصيل المزروعة في كندا بما في ذلك الذرة والخس والبطاطس والطماطم والقمح وعشب المراعي تزداد بفضل هذه الزراعة تحت ظلال ألواح الطاقة الشمسية.
ألواح الطاقة الشمسية
كما أظهرت الدراسات من جميع أنحاء العالم زيادة غلة المحاصيل عندما تكون المزروعات مظللة جزئيا بألواح الطاقة الشمسية.
وتُعد هذه الزيادات في الغلة ممكنة بسبب المناخ المحلي تحت ألواح الطاقة الشمسية للحفاظ على المياه وحماية النباتات من أشعة الشمس الزائدة والرياح والبرد وتآكل التربة وهذا يوفر المزيد من الغذاء ويمكن أن يساعد في خفض أسعار المواد الغذائية.
ونتيجة لانخفاض تكاليف الطاقة الشمسية تقوم الدول في جميع أنحاء العالم بتركيب أنظمة هذه الزراعة وتعويض حرق الوقود الأحفوري من خلال إنتاج المزيد من الطاقة المتجددة.
توسعة هذه المَزارع على مستوى العالم
وسّعت الصناعات الزراعية في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة مزارعها الفلطائية بدعم شعبي كبير.
إذ توضع الألواح الشمسية في أوروبا فوق أنواع مختلفة من المحاصيل بما في ذلك أشجار الفاكهة وفي الصين يتم استعمال هذه الزراعة لمكافحة التصحر وتخضير الصحاري السابقة.
فيما يتطلع قطاع الطاقة الشمسية والمزارعون وعامة الناس بحماسة في الولايات المتحدة لتنفيذ مثل هذه المشروعات وفقا لما نشره موقع ذا كونفرسيشن في 26 نيسان الفائت.
كما تُظهر الدراسات الاستقصائية في المناطق الريفية في أمريكا من ميشيغان إلى تكساس أن 81.8% من المستجيبين مستعدون لدعم تطوير الطاقة الشمسية في مجتمعاتهم عند دمجها بقطاع الزراعة.
ويحب سكان الريف عموما فكرة الحفاظ على الوظائف الزراعية وزيادة الإيرادات من بيع الكهرباء وتوفير مصدر دخل مستمر ويعتقدون أن ذلك يمكن أن يكون بمثابة وقاية ضد التضخم ومواسم النمو السيئة.
أهمية هذا النوع من المزارع
وفي كندا طبقت الزراعة الفلطائية أساسا بمزارع الطاقة الشمسية التقليدية واستعملها الرعاة وأغنامهم.
بينما يتقاضى الرعاة رواتبهم مقابل قطع العشب في المزارع الشمسية تستعمل الأغنام العشب والمراعي الموجودة تحت الألواح الشمسية للاستظلال والرعي وتوجد المزارع الفلطائية المخصصة لتربية الأغنام في جميع أنحاء كندا.
ووجد تحليل دورة حياة المزارع الفلطائية أن الحقول المغطاة بألواح الطاقة الشمسية تُطلِق 69.3% أقل من غازات الدفيئة وتتطلب 82.9% من الطاقة الأحفورية أقل من مزارع الغذاء غير المحمية من أشعة الشمس.
ويرى المحللون أنه لكي تظل كندا قادرة على المنافسة مع المنتجين الزراعيين الآخرين فإن عليها بدء الزراعة على نطاق واسع تحت ظلال ألواح الطاقة الشمسية.
وسيؤدي هذا إلى إنتاج العديد من المحاصيل التي من المعروف أنها تزيد الغلة عند تغطيتها.
وتشمل هذه المحاصيل الخضروات على سبيل المثال: البروكلي والكرفس والفلفل والخس والسبانخ والطماطم وكذلك المحاصيل الحقلية مثل البطاطس والذرة والقمح وسيساعد تبنّي الزراعة الفلطائية في كندا على تقليل استعمال الوقود الأحفوري تمامًا.
حيث سيكون أقل من 1% من الأراضي الكندية كافيا لدعم أكثر من 25% من احتياجات الطاقة الكهربائية للبلاد باستعمال هذا النظام ويسهم بالحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من خلال زيادة الحصة غير المنطلقة من توليد الكهرباء إلى 90% بحلول عام 2030.
المزارع الشمسية تفوق طلب الكهرباء
تفوق إمكانات إنتاج الطاقة الشمسية القائمة على الزراعة الفلطائية في كندا بكثير الطلب الحالي على الكهرباء.
ويمكن استعمال هذه الطاقة الشمسية لكهربة النقل والتدفئة وإزالة الكربون منه وتوسيع الفرص الاقتصادية من خلال تشغيل قطاع الحوسبة المزدهر وتصدير الكهرباء الخضراء إلى الولايات المتحدة للمساعدة في تقليل اعتمادها على الوقود الأحفوري.
كما يمكن استعمال هذه الطاقة الشمسية من هذه المزارع في كهربة النقل والتدفئة وإزالة الكربون منها.
وعلى صعيد آخر يمكن تخزين الكهرباء التي تنتجها هذه المزارع عن طريق شحن المركبات الكهربائية وكذلك إنتاج الهيدروجين ما يفيد قطاع النقل إضافة لتلبية متطلبات التدفئة المنزلية بشكل مربح عن طريق استبدال مضخات حرارية تعمل بالطاقة الشمسية بأفران الغاز الطبيعي.
بالإضافة لما سبق يمكن استعمال أي كمية كهرباء فلطائية زراعية إضافية لتشغيل مرافق الحوسبة ومحطات تعدين العملات المشفرة بشكل مربح وربما تُصَدَّر إلى الولايات المتحدة لمساعدتها على تنظيف شبكتها الملوِثة.
وهذا من شأنه أن يساعد في زيادة الفائض التجاري بالإضافة إلى الفوائد الصحية والبيئية لتقليل التلوث الأميركي الذي ينتشر عبر الحدود.
المصدر: مواقع إلكترونية
اقرأ أيضاً..الإمارات واستثماراتها في الطاقة المتجددة