يقف الميثان وراء نصف انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في صناعة النفط والغاز، إذ يُعدّ من غازات الدفيئة القوية التي تسخن الكوكب أكثر من 80 مرة من ثاني أكسيد الكربون خلال إطار زمني مدته 20 عاماً.

جاء ذلك في تحديث لمنصة مؤشر مناخ النفط بالإضافة إلى الغاز (أوه سي آي+) لدى معهد روكي ماونتن الأميركي “آر إم آي” (Rocky Mountain Institute).

وما يزال قطاع الطاقة العالمي يعتمد بنسبة 80% على الوقود الأحفوري، حتى في الوقت الذي تُظهر فيه مصادر الطاقة المتجددة القابلة للتطوير إمكاناتها، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ضرورة اتخاذ إجراءات لخفض انبعاثات غازات الاحتباس

ويرى محللون ضرورة اتخاذ إجراءات لخفض انبعاثات صناعة النفط والغاز بسرعة لتجنب السنوات المقبلة من انبعاثات قياسية.

وبالنظر إلى احتمال أن يربط المستهلك العادي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري باحتراق الاستعمال النهائي، توجد فرص لتقليل الانبعاثات خلال مراحل إنتاج الوقود الأحفوري؛ أكبرها هو تقليل كميات غاز الميثان.

ويبدو في الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- انبعاثات غاز الميثان من قطاع النفط والغاز المسجّلة والمتوقعة بين عامي 2000 و2030:

تحتوي هذه الصورة على سمة alt فارغة؛ اسم الملف هو %D8%A7%D9%86%D8%A8%D8%B9%D8%A7%D8%AB%D8%A7%D8%AA-%D8%BA%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%AB%D8%A7%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D9%82%D8%B7%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%B7-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%A7%D8%B2-2000-2030-%D8%A7.webp

ارتفاع تركيزات الميثان في الغلاف الجوي

في عام 2022، وصلت تركيزات الميثان في الغلاف الجوي إلى مستوى قياسي، وهي أكبر زيادة سنوية مسجلة منذ بدء القياسات المنهجية في عام 983.

ويُعدّ قطاع النفط والغاز مسؤولاً عما يُقدر بثلث انبعاثات الميثان العالمية، وبالتالي يمثّل أهم أعمال معهد روكي ماونتن على المدى القريب فرصة لتقليل الانبعاثات وإبطاء ارتفاع درجة الحرارة العالمية، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

في المقابل، تكشف الأداة التفاعلية المتطورة “مؤشر مناخ النفط بالإضافة إلى الغاز” (أوه سي آي+) لدى معهد روكي ماونتن، عن حجم مشكلة الميثان ونطاقها وطبيعتها من خلال قياس ومقارنة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من أكثر من ثلثي إمدادات النفط والغاز في العالم.

ويُظهِر آخر تحديث لبيانات مؤشر مناخ النفط، بالإضافة إلى الغاز، الذي يغطي 2015 إلى 2022، أن الميثان يقف وراء نصف انبعاثات غازات الدفيئة في صناعة النفط والغاز، حسبما نشره معهد روكي ماونتن (Rocky Mountain Institute).

ويمنح هذا التحديث -الذي يزيد من حصة أصول النفط والغاز العالمية المصممة على غرار من 50 إلى 70%- صانعي القرار المعلومات المناخية اللازمة لتحقيق تخفيضات هادفة للانبعاثات على مستوى القطاع.

وكالة الطاقة الدولية تحذر: انبعاثات غاز الميثان من النفط والغاز تعود للارتفاع

علاوة على ذلك، يتيح التحديث للمستهلكين فرصة تنزيل البيانات الأساسية، ما يزيد من شفافية انبعاثات قطاع النفط والغاز.

تُجدر الإشارة إلى أن معهد روكي ماونتن متحمس لتقديم معلومات مناخية جديدة ومفتوحة المصدر إلى صانعي القرار الذين يعملون على تقليل انبعاثات غاز الميثان من النفط والغاز.

التقنيات اللازمة موجودة

قالت الباحثة الرئيسة لدى معهد روكي ماونتن، ديبورا غوردون: “باستعمال مؤشر مناخ النفط بالإضافة إلى الغاز، نقدّر شدة الميثان التي تتراوح بأكثر من 15 عاملًا من مختلف أصول النفط والغاز العالمية”.

وأكدت ديبورا غوردون، أن لدى المعهد الآن التقنيات اللازمة لوقف تسرب غالبية هذا الميثان، مشيرة إلى أنّ إجراءات خفض انبعاثات الميثان من النفط والغاز أصبحت ميسورة التكلفة ومدروسة جيدًا أكثر من أي وقت مضى.

وأضافت أن تقليل انبعاثات الميثان الآن ممكن ومفيد، ليس لكوكب الأرض فحسب، وإنما للشركات أيضاً.

ومع دخول رسوم الميثان بموجب قانون خفض التضخم حيز التنفيذ في عام 2024، فإن مشغلي النفط والغاز الذين يعرفون انبعاثات سلسلة التوريد الكاملة، ويتخذون إجراءات لتقليل هذه الانبعاثات، سوف يتجنبون العقوبات المالية المستقبلية مع جني فوائد الإنتاج الأكثر كفاءة.

ونظراً إلى أن قطاع الطاقة يُجري التعديلات اللازمة بموجب أهداف المناخ العالمية، فقد يكون تقليل انبعاثات الميثان مجرد البداية التي ينتظرها الجميع.

اقرأ أيضاً… تحويل مخلفات المواشي إلى طاقة

صفحتنا على فيس بوك