
وقود الطحالب الحيوي
أوقفت شركات النفط الكبرى تمويل إنتاج وقود الطحالب الحيوي بعد أن استغرقت البحوث فيها سنوات ومئات الملايين من الدولارات.
واستثمرت شركة إكسون موبيل الأمريكية 350 مليون دولار في إنتاج الوقود الحيوي من الطحالب حيث كانت أبحاث الطحالب محور حملات التسويق الخضراء للشركة لسنوات.
توقف عن التمويل
ونقلت صحيفة الغارديان في 17آذار الجاري عن الشركة آخر مؤيد متبقٍ لوقود الطحالب توقفها عن تمويل أبحاث الطحالب.
وجاءت هذه الخطوة بعد ما واجهت أبحاث الطحالب للشركة كثيرا من الانتقادات بصفتها عملية غسل أخضر وليست جهدا بحثيا حقيقيا.
فيما قال العديد من شركائها الباحثين السابقين لصحيفة الغارديان إن إكسون كانت جادة بشأن إمكانات إنتاج الوقود الحيوي من الطحالب.
استثمارات بمئات الملايين
وقال المتحدث باسم الشركة (كيسي نورتون) أن الشركة استثمرت خلال 12 عاما 350 مليون دولار في إنتاج الوقود من الطحالب.
مضيفا إن هذا المبلغ يفوق ضعف ما أنفقته الشركة على الترويج لهذا البحث في الإعلانات.
وبين الباحثون المعنيون للغارديان أن الجهد الحقيقي لتسويق الوقود الحيوي من الطحالب أو غير ذلك يتطلب عدة مليارات من الدولارات.
وأضافوا أنه لم تكن أي شركة نفط على استعداد للذهاب إلى هذا الحد.
وقال جورج هوبر أحد الباحثين الذين مولت إكسون أبحاثه عن الوقود الحيوي لسنوات أنه من الصعب جدا والمكلف للغاية طرح هذه التقنيات في السوق.
موضحا أنه هذا لن يحدث بين عشية وضحاها.. يتوجب عليهم ضخ المزيد من رأس المال في هذه المشروعات.
وأضاف.. أن بنوك وول ستريت توجه شركات النفط وعليها الحفاظ على أسعار أسهمها مرتفعة وإبقاء مساهميها سعداء بهدف جني المال.
الطحالب والوقود الحيوي
وتأتي جاذبية الطحالب بصفتها مادة وسيطة للوقود الحيوي وكونها تنمو بتركيزات كبيرة في المستنقعات وبرك المياه فلا تنافس المحاصيل الغذائية على الأراضي الزراعية.
كما أن بعض السلالات منها تنتج كميات كبيرة من الدهون وهي أحماض دهنية يمكنها إنتاج زيت يمكن تحويله إلى وقود بسهولة نسبيا.
ولكن التنافس مع الوقود الأحفوري المتاح بكثرة والمدعوم بشدة خصوصا الغاز لم يكن بهذه السهولة.
معالجة الطحالب لاستخراج الوقود الحيوي
ومن شركة (فيريدوس)لأبحاث الطحالب قال (تود بيترسون).. أن أحد التحديات هو أن السلالات البرية من الطحالب لا توفر مستويات عالية من الدهون اللازمة لإنتاج كميات كبيرة من الوقود.
ولهذا السبب ركزت الشركة على التعديل الجيني للكائنات لزيادة إنتاج الدهون وأحرزت تقدما ملحوظا حسبما نشرته الصحيفة في 17 آذار الجاري.
وقال بيترسون.. أن الصيغة السحرية للجدوى التجارية للوقود الحيوي للطحالب تتمثل في سلالة يمكن أن تنتج 15 غراما من الزيت لكل متر مربع في بيئة خارجية.
وأضاف بيترسون إنه كان لديه دائما انطباع بأن العلماء في إكسون موبيل الذين عملت فيريدوس معهم كانوا جادين بشأن البحث.
إنتاج الوقود الحيوي
وفي المقابل سرحت شركة فيريدوس 60% من قوتها العاملة بعد انسحاب شريكتها إكسون موبيل في كانون الأول 2022 من القطاع.
وعلى الرغم من إحراز تقدم ملموس خلال العقد الماضي فإن معظم الباحثين في مجال الطحالب يقولون إن الحصول على الوقود الحيوي منها بالمستوى اللازم ما يزال بعيدا.
ووفقا للمتحدث باسم شركة إكسون موبيل (كيسي نورتون) فإن الشركة استثمرت أكثر من نصف مبلغ الـ600 مليون دولار الذي وعدت به في عام 2009.
فيما قال عدد من موظفي فيريدوس السابقين إن تمويل أبحاث إكسون لم يكن كثيرا أبدا لكن الشركة سترسل طواقم كبيرة إلى برك الطحالب لتصوير مقاطع فيديو لإعلاناتها.
ويرى محللون أنه ليس مُستَغربا أن تغير الشركات أولوياتها الاستثمارية بمرور الوقت ومع تغير الأسواق والعائدات.
استثمارات أبحاث إنتاج الوقود الحيوي
وخلال السبعينيات حدثت أول استثمارات كبيرة في أبحاث إنتاج الوقود الحيوي من الطحالب عندما قُيدت إمدادات النفط بفضل حظر أوبك ضد الولايات المتحدة.
وخصصت حينها جميع شركات النفط الكبرى الأموال في الوقود البديل وتقنيات الطاقة المتجددة.
حيث كانت شركة إكسون موبيل حينها تستثمر في بطاريات الطاقة الشمسية والمحطات النووية وبطاريات الليثيوم وأبحاث تغير المناخ.
كما أن شركات النفط الكبرى بي بي، وشل، وشيفرون، وإكسون موبيل تحولت جميعها إلى الطحالب منذ عام 2008 معلنة مئات الملايين من الدولارات لتمويل الأبحاث.
ثم انهارت طفرة التكسير الهيدروليكي في عام 2015 وانسحبت الشركات واحدة تلو الأخرى.
فيما واصلت بعض الشركات مثل (شل) استثماراتها الرئيسة في الوقود الحيوي على نطاق أوسع لكن إكسون موبيل فقط هي التي بقيت في مجال الطحالب.
وقال الباحث لدى كلية كولورادو للمناجم والمختبر الوطني للطاقة المتجددة (ماثيو بوزويتس).. إن طفرة الطحالب ظهرت في وقت مبكر من القرن الـ21 عندما بدا أن العالم ما يزال بحاجة إلى العمل على نوع من الوقود السائل.
اقرأ أيضاً.. الهيدروجين الأصفر.. استثمارات ضخمة في بريطانيا