توجد أنواع كثيرة من النفط في جوف الكرة الأرضية يصل إلى 160 نوعاً مع وجود اختلافات كثيرة بينها، حسب ما قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي.

وأضاف الحجي في حلقة من برنامج (أنسيات الطاقة) قدّمها على موقع تويتر بعنوان (نوعية النفط.. بين النفط الصخري والنفط الخليجي والعقوبات على روسيا) أن أهم الاختلافات هو مقدار لزوجة هذا النفط وكثافته، فكلما كان كثيفا ولزجا كان ثقيلا وكلما كان أشبه بالماء مائعا يُعد خفيفا.

ولفت الحجي إلى أن معهد النفط الأميركي طور مقياسا لقياس الكثافة للتفريق بين أنواع النفط، إذ وضع أرقاما، هي عبارة عن درجات بين 15 و45 فكلما انخفض الرقم زادت اللزوجة وكان النفط ثقيلا، وكلما ارتفع الرقم كان النفط خفيفا.

وتابع.. أي شيء تحت 15 عادة يكون النفط ثقيلا جدا أشبه بالأسفلت والإشكالية أن المقياس الآخر للنفط هو مقدار الحموضة، فكلما زاد الرقم زادت نسبة الكبريت ومعه زادت الحموضة، وكلما قلت انخفضت الحموضة وأصبح حلوا.

الأنواع المطلوبة عالمياً

وأوضح الحجي أن النفط الخفيف الحلو يتصدر أنواع النفط المرغوبة عالميا، لذلك تكون أرقامه في حدود 38 إلى 45 على مقياس الكثافة، إذ تكون نسبة الكبريت فيه منخفضة، فيكون حلوا.

أنواع النفط

وأضاف إن أبرز أنواع النفط التي تستعمل بصفتها مقاييس أو معايير عالمية، سواء خام برنت أو غرب تكساس الوسيط، كلاهما نفط خفيف وحلو، ولكن هناك مقاييس أخرى، إذ إنه بالنظر إلى خام دبي وعمان مثلا نجدهما من النوع المتوسط والحامض، ولكن الشهرة لخامي برنت وغرب تكساس.

وتطرق الدكتور الحجي إلى النفط الصخري في الولايات المتحدة، الذي زاد إنتاجه بصورة كبيرة خلال الـ12 عاما الماضية، لدرجة جعلت أميركا أكبر منتج للنفط في العالم، وأيضا أكبر منتجي الغاز ومؤخرا صارت أكبر مصدر للغاز المسال في العالم.

وأضاف.. أصبحت الهيمنة أميركية في هذا المجال، إلا أن هناك مشكلة كبيرة، وهي أن نوعية النفط الصخري من النوع الخفيف الحلو، أو الخفيف جدًا، وهو ما يُسمى (المكثفات الغازية)، وهو ما يسبب مشكلة الآن، اتضحت بشكل كبير في نهاية الأسبوع الماضي.

تطور أنواع النفط في أميركا

وقال الدكتور الحجي إنه مع ثورة النفط الصخري الأساسية كانت الآبار تختلف عن الآبار التقليدية، إذ تحتوي على نفط وكميات كبيرة من الغاز والسوائل الغازية، وهذه مشكلة كبيرة بالنسبة إلى إدارة المعلومات.

وفسر الحجي الأمر بالقول.. إن التعريف التاريخي للسوائل الغازية أنها سوائل تُستخرج من آبار الغاز، ولكن.. الآن لأول مرة هناك كميات ضخمة جدًا من السوائل الغازية تخرج من آبار النفط وليس من آبار الغاز كما هو معروف.

وأضاف.. هنا قررت إدارة معلومات الطاقة، وبصورة عشوائية ودون دراسات، بالإضافة إلى السوائل الغازية التي تأتي من آبار النفط إلى قسم النفط.. ومن ثم أصبح التعريف الأميركي الحكومي لأنواع النفط يختلف عن أي دولة أخرى، وعن أي شركة أخرى، وهذه مشكلة نعانيها دائما.

ولفت الحجي إلى أن عدم التوسع في إنتاج النفط الصخري أو تباطؤ النمو في إنتاجه لصالح المنتجين ولصالح أميركا ولصالح العالم ككل.. موضحا أن هناك إشكالية تتعلق بنقص إمدادات الديزل عالميا، وهو يمكن استخراجه من النفط الخفيف.

وأكد وجود حاجة إلى أنواع النفط الأخرى مثل المتوسط والأثقل لاستخراج الديزل، بما أن هناك نقصا كبيرا في الإمدادات عالميا، إذ إن النفط الصخري غير مطلوب، والمطلوب هو المتوسط والثقيل.

اقرأ أيضاً… في إندونيسيا.. محاربة الانبعاثات بتقنيات احتجاز الكربون

صفحتنا على فيس بوك