لم تقتصر الخسائر الناجمة عن انتشار فيروس كورونا على الحالة الصحية للبشر فقط، وإنما طالت الخطط الاقتصادية لأكبر الشركات الالكترونية حول العالم، فمنها من قرر إغلاق مكاتبه في الصين، ومنها من عدل خططه التسويقية للعام الجديد، ومنها من اكتفى بالتعبير عن قلقه حول المشاكل الاقتصادية التي ستنجم عن الأوضاع الراهنة في الصين.

وتأتي تلك المخاوف الاقتصادية بعد أن أكد محرك البحث “Google”، نية شركته إغلاق جميع مكاتبها في الصين مؤقتا، بسبب تفشي فيروس كورونا في البلاد، ومن المتوقع أن يشمل القرار جميع المكاتب في جمهورية الصين الشعبية وهونغ كونغ وتايوان، بحسب ما ذكر موقع “theverge”.

Google تخطط الآن لإغلاق مكاتبها كافة مدن الصين

​يقول متحدث باسم “Google”: “إن الشركة تخطط الآن لإغلاق مكاتبها كافة مدن الصين، كما ستفرض قيودًا مؤقتة على سفر رجال الأعمال إلى الصين وهونغ كونغ”.

وأضاف “تقوم الشركة أيضًا بإسداء النصح للموظفين الموجودين حاليًا في الصين والموظفين الذين لديهم أفراد من عائلاتهم قادمون منها إلى أوطانهم”.

كما أعلنت شركة آبل أنها قد تضطر إلى تأجيل طرح هاتف آيفون الجديد والمخطط له في آذار المقبل بسبب انتشار فيروس كورونا الجديد في الصين.

​قال تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل، يوم الثلاثاء الماضي، إن الشركة بدأت في تقييد سفر الموظفين إلى الصين وسط تفشي فيروس كورونا، وأغلقت المتجر الرئيسي لها في الصين وخفضت ساعات العمل لمواقع البيع بالتجزئة الأخرى.

وكانت الشركة الأمريكية تخطط لتصنيع نحو 80 مليون هاتف آيفون بالنصف الأول من 2020، من خلال إنتاج 65 مليون هاتف من آخر إصدارات “آيفون”، بالإضافة إلى 15 مليون هاتف من إصدار أقل تكلفة كان ينتظر أن يتم طرحه بالأسواق في آذار المقبل.

إلا أن تلك الخطة قد يتم تأجيلها على الرغم من أن الصين تعتبر أحد الأسواق الرئيسية لآبل ولديها الكثير من العقود من مع شركات في ووهان، إلا أن الرئيس التنفيذي للشركة تيم كوك قال إبان الإعلان عن نتائجها للربع الأخير من العام الماضي قال إن شركته لديها بدائل من خلال التعامل مع موردين آخرين.

وكان شركات الهواتف الذكية الصينية مثل “هواوي” و”شاومي” و”فيفو” و”ريلمي” و”زد تي إي” و”لينوفا”، قد أعلنت تعليق شحنات الهواتف الذكية من الصين لمدة أسبوعين بسبب فيروس “كورونا” المستجد، حسبما أفادت صحيفة “كوميرسانت” نقلا عن مصادر بين شركاء هذه العلامات التجارية.

​وأرسلت الشركات تقارير إلى الشركاء خارج البلاد، توضح أن تأجيل الشحنات يرجع إلى حقيقة أن المصانع قد مددت أيام العطل للسنة الصينية الجديدة حتى 10 شباط، بسبب فيروس كورونا، وهناك احتمال لتمديد الفترة​​​.

التحول في الجدول الزمني لن يؤثر على توفر الهواتف الذكية ولن يكون ملحوظًا للمستهلك

وصرح المكتب الصحفي لشركة “فيفو” بأنه بسبب تمديد عطلة رأس السنة الجديدة حتى شباط 2020، سيتغير جدول الإمدادات لجميع الشركات التي يقع إنتاجها في الصين بنحو أسبوعين. في الوقت نفسه، أكدت الشركة أن التحول في الجدول الزمني لن يؤثر على توفر الهواتف الذكية ولن يكون ملحوظًا للمستهلك.

​وستضطر شركات تصنيع الهواتف الذكية داخل الصين الى تخفيف أو حتى إيقاف برامجها التصنيعية للهواتف الذكية فى حال عدم السيطرة على تفشي الفيروس، مما يؤدي إلى قلة الإنتاج والتزام الشركات المصنعة بالإيفاء بتعهداتها مع مستوردي الهواتف الذكية في دول العالم أو حتى توكيلاتها الرسمية في كل الدول.

سيزيد سعر الهواتف المُصنعة داخل الصين

بالتأكيد، سيكون لذلك أثر سلبي على المستخدمين حيث سيقل المعروض وسيزيد سعر الهواتف المُصنعة داخل الصين بشكل كبير، وهذا قد يدفع بعض المستخدمين للتوجه إلى الشركات الأعلى سعرًا مثل سامسونج أو أبل في توفير إحتياجاتهم.

وذكر موقع “cnet” أن شركة هواوي الصينية، قد اتخذت قرارا بتأجيل مؤتمر مطوري الشركة لعام 2020، الذى كان من المقرر عقده في شهر فبراير المقبل، وذلك بسبب فيروس كورونا الذى انتشر بشكل كبير في عدد من الدول.

وقررت الشركة تأجيل مؤتمرها للحفاظ على هيئة موظفيها بسبب انتشار الفيروس في أنحاء متفرقة من الصين، حيث كان سيتم عقد المؤتمر في 11 و12 من شهر فبراير 2020 وتم تأجليه إلى يومى 27 و 28  من مارس.

كما شملت القائمة العديد من شركات التكنولوجيا الأخرى، بما في ذلك “Facebook” و “LG”، فالشركتان أيضا اتخذتا قرارات بتقييد سفر الموظفين إلى الصين إلا في ما يخص العمليات التجارية الهامة فقط.

​وصنفت منظمة الصحة العالمية، مساء أمس الخميس، فيروس كورونا المستجد الذي ظهر في الصين، وباء، وأعلنت “حالة طوارئ صحية ذات بعد دولي”.

وأعلنت السلطات الصينية، في وقت سابق من اليوم الجمعة، ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا إلى 9692 حالة في البلاد، مشيرة إلى أنه حصد حتى الآن أرواح 213 شخصاً.