
“الذهب الأخضر”… هل تستطيع سورية إنتاج المتة محلياً والاستغناء عن استيرادها
تعتبر المتة من أهم المشروبات الشعبية في سورية وعدد من دول العالم، وهي مادة مفيدة وفقاً لما تشير إليه الدراسات، فيما طرح البعض أسئلة عن إمكانية زراعتها في سورية وتحقيق الاكتفاء الذاتي منها.
المتة هي شجرة دائمة الخضرة متوسطة الحجم يمكن أن تنمو إلى ارتفاع 20 متراً في البرية. عادة، عندما يتم زراعتها، يتم تقليمها إلى شجيرة بطول 4-8 أمتار لجعل الحصاد أكثر سهولة.
تنمو المتة (التي تلقب في أوروبا بالذهب الأخضر) في البرية بالقرب من الجداول وتزدهر على ارتفاع يتراوح بين 1500 و2000 قدم فوق مستوى سطح البحر. لديها فروع رشيقة كاملة الأوراق وأزهار بيضاء، وتستخدم طبيًا، وكمشروب طبيعي منعش مثل الشاي، في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية وعدد من دول العالم.
منبعها الأصلي في باراجواي والبرازيل والأرجنتين وأوروغواي. ومع ذلك، فإنها تزرع الآن في العديد من البلدان المدارية لتوفير الطلب العالمي على أوراقها.
في سورية تعتبر المتة مشروباً هاماً بالنسبة لقسم كبير من الشعب السوري، وتستورد سوريا كامل الكمية من الخارج، لأنه لا توجد زراعة وإنتاج محلي لهذه المادة، والسؤال المطروح، بما أن عدد من النباتات الاستوائية نجحت زراعتها في سورية، هل يمكن لسورية أن تنتج هذه المادة المفيدة والشعبية؟.
من الممكن زراعة المتة في سورية
في هذا الصدد، رأى الخبير الدكتور المهندس محمد ونوس أنه من الممكن زراعة المتة في سورية، وقال لوكالة “سبوتنيك”، “من الممكن زراعتها نعم، وتم البدء ببيع شتول في منطقة الشيخ بدر والدريكيش وصافيتا”، والنباتات الاستوائية نجحت زراعتها في سورية، نجحت بشكل كبير جداً، ويوجد شاب في منطقة “البلاطة” ناجح بزراعة النباتات الاستوائية، وهناك نباتات نجحت في سورية لم يكن أحد يتوقع نجاحها.
وحول جدوى إنتاج المتة في سورية من الناحية الاقتصادية: قال الخبير السوري، حتى لو نجحت زراعتها، نحتاج لفترة طويلة لتغطية السوق المحلية تحتاج لعشرة سنوات.
بدوره رأى الخبير سلمان الأحمد أن: “الفكرة ممكنة، مع العلم أن سورية تستهلك أكثر من 22 ألف طن منها سنوياً وأتمنى على من يملك المبادرة من المسؤولين والقطاع الخاص أن يهتم بهذا المشروع الذي يملك كل مقومات النجاح”.
استيراد المتة يستنزف الاقتصاد
واعتبر الأحمد أن استيراد المتة يستنزف الاقتصاد الوطني السوري وقدر التكلفة بما يفوق 100 مليون دولار سنوياً.
يذكر أن المتة استخدمت كمشروب منذ زمن الهنود القدامى في البرازيل وباراغواي. في أوائل القرن السادس عشر، وأفاد خوان دي سوليس، المستكشف الإسباني لنهر لا بلاتا الشهير في أمريكا الجنوبية، بأن هنود الغواراني في باراجواي قد صنعوا شايًا من أوراق الشجر “أنتج البهجة والراحة من التعب”.
وتختلف طرق تحضير المتة، وفي إحدى الطرق، يتم قطع الفروع ن الشجرة، ثم يتم تعليقها على نار مفتوحة (لتنشيف الأوراق). يؤدي هذا إلى إلغاء تنشيط الإنزيمات الموجودة في الأوراق (مما يجعلها أكثر هشاشة) ويتم الاحتفاظ باللون الأخضر للأوراق في عملية التجفيف اللاحقة (مع البتات المتفحمة الموجودة غالبًا في منتج الشاي الناتج، مما يضفي نكهة دخانية).
تشتمل الطرق الأخرى على وضع الأوراق في الماء المغلي (لإلغاء تنشيط أنزيمات الأوراق وتخفيف قوامها الجلدي). ثم يتم تحميصها في أحواض كبيرة على نار أو داخل فرن من الطوب، مما ينتج عنه شاي بني مصقول. يتميز هذا النبات البري برائحة وطعم مميز.
في أمريكا الجنوبية ، تعتبر المتة مشروبًا قوميًا في العديد من البلدان؛ في أوروبا، يطلق عليه “الذهب الأخضر”.
بالإضافة إلى مكانتها كمشروب شهير، تستخدم المتة كمنشط مدر للبول، وكمحفز لتقليل التعب، وقمع الشهية، والمساعدة في وظيفة المعدة في أنظمة الأدوية العشبية في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية.
كما تم استخدامها كمادة مخدرة (لتعزيز التطهير وإفراز النفايات). في البرازيل ، يقال إنها رفيقة تحفز الجهازين العصبي والعضلي وتستخدم لعلاج مشاكل الجهاز الهضمي والمغص الكلوي وآلام الأعصاب والاكتئاب والتعب والسمنة.
لدى المتة تاريخ طويل من الاستخدام في جميع أنحاء العالم. يتم استخدامه في أوروبا لفقدان الوزن والتعب البدني والعقلي، والاكتئاب العصبي، وآلام الروماتيزم، والصداع النفسي المرتبط بالتعب والإرهاق. في ألمانيا أصبحت طريقة شعبية كوسيلة مساعدة لإنقاص الوزن.
في فرنسا تمت الموافقة على استخدام المتة لعلاج الوهن (ضعف أو نقص الطاقة)، وكوسيلة مساعدة في برامج إنقاص الوزن، وكمدر للبول.