نشر فلكيون بمجلة Nature Astronomy الشهرية البريطانية نتائج رصدهم بواسطة تليسكوب “هابل” الشهير، وكشف عن وجود ماء على كوكب خارج المجموعة الشمسية.

وقال الفلكيون بحسب المجلة المتخصصة، إن الكوكب الذي اكتشفوه في 2015 وأمعنوا رصدا فيه منذ ذلك العام، يدور بشكل منتظم حول نجمه، وحديثا فقط عثروا على بصمة بخار الماء في غلافه الجوي.

وأضافوا أنهم وجدوا “أرضا عملاقة” كتلتها 8 مرات كتلة الكرة الأرضية، وقطره ضعف قطرها.

وأشار الفلكيون إلى أن الكوكب الذي تم العثور عليه ليس شبيها بالأرض، لأنه أثقل منها بكثير، ولغلافه الجوي تركيبة مختلفة “مع ذلك، فإنه يجعلنا نطرح سؤالا أساسيا عما إذا كانت الأرض فريدة من نوعها”.

وقال الدكتور Angelos Tsiaras المشرف على الفريق الفلكي، من جامعة لندن، إن “العثور على ماء في عالم يحتمل أن يكون قابلا للعيش، بعيدا عن الأرض، أمر مثير جدا” بحسب المجلة.

​وأشارت المجلة إلى أن الماء السائل شرط أساسي لوجود الحياة، لذلك فمن المهم معرفة درجة حرارة الكوكب المكتشف، لأنها هي التي تسمح بوجوده (الماء) سائلا أم متجمدا، وأشارت إلى أن هناك أكثر من 4000 كوكب تم اكتشافها خارج المجموعة الشمسية، وعدد كبير منها موجود في مدارات هي ضمن نطاق تبرعم الحياة أيضا، إلا أن العلماء لم يجدوا ما يشير إلى الماء بأي منها، سوى في K2-18b الذي اكتشفه تليسكوب Kepler التابع لوكالة “ناسا” الأمريكية، ثم أتاح “هابل” لراصديه طوال 2016 و2017 بالعثور فيه على جزيئات بخار الماء، كما على دلائل تشير إلى وجود الهيدروجين والهيليوم بغلافه الجوي، مع إمكانية وجود النيتروجين والميثان أيضا.

​وأوضحت المجلة أن الماء والسطح الصخري للكوكب، إضافة إلى كل تلك الغازات، لو وجدت، قد لا تكفي لنشوء الحياة وتطورها فيه، أن فيه مشكلة كبيرة، هي صفات نجمه القزمي الأحمر “والمتعارضة مع احتمال وجود الحياة التي نعرفها، لأن النجم نشط جدا، ويعرّض K2-18b على الأرجح للإشعاع المرتفع” بحسب ما أوضح الفلكيون من جامعة لندن.

موضوعا مهما لدراسات مستقبلية

غير أن هؤلاء الفلكيون أكدوا على أن اكتشاف آثار الماء فيه يجعله موضوعا مهما لدراسات مستقبلية، لأنه المرشح الأوفر حظا لتواجد حياة من نوع ما خارج الأرض بين كل ما تم العثور عليه من كواكب في الفضاء الخارجي حتى الآن، لأن بعضها صخري، لكن من دون أن تكون في مدارات ضمن “نطاق الحياة” أو بلا مؤشر على وجود الماء، أو غازية عملاقة. أما “كي2-18ب” فهو الوحيد المختلف عنها.

وكشف علماء في دراسة علمية نشرت في أغسطس/ أب 2018، عن كوكب جديد يعادل حجم الأرض بمرة ونصف المرة، وهو الكوكب الأكثر احتمالا لاستضافة حياة الكائنات الفضائية، خارج نظامنا الشمسي.

​وبحسب موقع “إيفنينج ستاندرز”، يقع كوكب (كبلر —452 ب)، الذي يبعد مسافة 1400 سنة ضوئية، في الموقع الصحيح لامتلاك ظروف الحياة المراد إنشاؤها، حسبما يرى باحثون من جامعة كامبريدج ومختبر مجلس البحوث الطبية لعلم الأحياء الجزيئي.

من المحتمل أنه ينتج ما يكفي من الأشعة فوق البنفسجية

وقال المؤلف الرئيس للدراسة، بول ريمير: “لقد وجدنا أن (كِبلر —452 ب)، هو أكثر الكواكب خارج المجموعة الشمسية الذي نعرفه الذي ربما نشأت الحياة بسبب نجمها، (كبلر —452 ب) وبسبب بعدها عن النجم”.

ويعد (كِبلر —452 ب) من نفس النوع من النجوم مثل شمسنا، ومن المحتمل أنه ينتج ما يكفي من الأشعة فوق البنفسجية لبدء سلسلة من التفاعلات الكيميائية التي تنتج اللبنات الأساسية للحياة.

وأشار ريمير، إلى أنه في حين أن (كبلر —452 ب) هو أكثر الكواكب خارج المجموعة الشمسية الذي نعرفه حول الحياة التي قد تكون نشأت، فقد تكون هناك كواكب أخرى أقرب، وفيها “عناصر بناء الحياة أكثر سهولة في تكوينها”، ولكن لم يتم العثور عليها بعد.

وقام العلماء في جامعة كامبريدج بإجراء سلسلة من التجارب المعملية التي تحاكي إنشاء لبنات بناء الحياة، وإحدى النظريات الرائدة في الطريقة التي بدأت بها الحياة على الأرض، هي أنها: ظهرت من تفاعلات كيميائية تشمل سيانيد الهيدروجين وكبريتيد الهيدروجين، مدعوما بأشعة الشمس.

وقام الباحثون في جامعة كامبردج بتكرار العمل السابق الذي تم إجراؤه في عام 2015، وقاموا بإنشاء أسلاف الدهون، والأحماض الأمينية، والنيوكليوتيدات، وكلها مكونات أساسية للخلايا الحية.

ثم ذهبوا أبعد من ذلك من خلال مقارنة ضوء الأشعة فوق البنفسجية المستخدمة في المختبر إلى تلك التي تولدها النجوم المختلفة.

بشكل عام، تم اكتشاف أن معظم النجوم الشبيهة بالشمس تنبعث من النوع الصحيح من الضوء لتحفيز تشكيل كتل بناء الحياة على الكواكب.

ويسمى الكوكب كبلر “ابن عم الأرض”، حيث تشير المحاكاة الحاسوبية إلى أنه يحتوي على جو كثيف ومياه سائلة سطحية وبراكين نشطة.