اكتشف علماء في جامعة Imperial College، لندن، كيف تصبح البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، وهذا الإنجاز قد يساعدهم على معرفة كيفية كسر دفاعاتها.

وتعد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية والمعروفة باسم “البكتيريا الخارقة”، مصدر قلق متزايد مع ارتفاع أعداد الأفراد المصابين بأمراض يصعب علاجها.

وأُدرجت المقاومة هذه كأحد أكبر التهديدات التي تواجهها منظمة الصحة العالمية، والتي تقتل بالفعل عشرات الآلاف من الأفراد كل عام.

وكشفت الدراسة كيف تغلق البكتيريا المسام الصغيرة التي تدخل من خلالها المضادات الحيوية، وتمنع العقاقير من التسلل إليها لتدميرها.

وقال العلماء إن فهم هذه العملية يمكن أن يساعدهم في تصميم عقاقير قادرة على “كسر القفل”، وتجاوز الدفاعات.

ودرس العلماء نوعا من البكتيريا، تسمى Klebsiella pneumoniae، تسبب التهابات في الرئتين وجروحا، خاصة لدى أولئك الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي.

وأصبحت البكتيريا أكثر مقاومة للمضادات الحيوية- وخاصة فئة العقاقير carbapenems، التي تُستخدم كنسخة احتياطية عندما تفشل العقاقير الأخرى.

وقال العلماء إن ارتفاع مقاومة carbapenems يمكن أن يؤثر بشكل كبير على القدرة على علاج الالتهابات، التي كانت سهلة الشفاء في السابق.

توفر الدراسة الجديدة رؤى حيوية قد تسمح بتصميم استراتيجيات وعقاقير جديدة

وقال معد الدراسة، الدكتور جوشوا وونغ: “يزداد انتشار مقاومة المضادات الحيوية، لذا أصبحنا نعتمد أكثر فأكثر على عقاقير مثل، carbapenems، التي تعمل ضد مجموعة واسعة من البكتيريا. ولكن الآن، مع وجود بكتيريا مقاومة مسببة لالتهاب المكورات الرئوية، من المهم فهم كيفية عملها. وتوفر دراستنا الجديدة رؤى حيوية قد تسمح بتصميم استراتيجيات وعقاقير جديدة”.

ودرس فريق البحث بنية المسام على سطح بكتيريا الالتهاب الرئوي، التي تدخل المضادات الحيوية من خلالها لتدمر البكتيريا من الداخل.

ووجد العلماء أنه عندما تصبح البكتيريا مقاومة، فإنها تغلق هذه المسام وكأنها تقطع الطريق على وصول المضادات الحيوية.

وعلى الرغم من أن هذا الأمر يصعّب امتصاص العناصر الغذائية من قبل البكتيريا، وبالتالي يبطئ سرعة نموها، إلا أنه يجعلها أكثر صعوبة في القتل.

ومع ذلك، قال الفريق إن ميزة مقاومة المضادات الحيوية، تفوق التأثير السلبي للنمو البطيء للبكتيريا، ما يسمح لها بالحفاظ على مستوى عال من العدوى.

ويمكن أن تساعد القدرة على فهم آليات هذه العملية، على تطوير عقاقير تخلع “الأبواب المغلقة” للبكتيريا.

ويقول العلماء إن نتائجهم تشير إلى أن الضغط الذي يمثله الاستخدام المكثف لـ carbapenems في المستشفيات، يعد محركا رئيسيا في انتشار هذه البكتيريا الخارقة.

ونُشرت الدراسة في مجلة Nature Communications.