
على وقع البريكست.. صناعة السيارات البريطانية تعيش أسوأ أعوامها منذ 2001
تشهد صناعة السيارات البريطانية أسوأ فترة هبوط لها منذ عام 2001، حيث يعاني مصنعو السيارات نتيجة تصاعد التوترات التجارية العالمية والغموض بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي.
التفاصيل
انخفض إنتاج السيارات في المملكة المتحدة بأكثر من 10٪ على أساس سنوي في يوليو/تموز.
سجل إنتاج السيارات البريطانية تراجعا للشهر الرابع عشر على التوالي، وفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن جمعية مصنعي وتجار السيارات.
هذا التراجع هو الأطول مقارنة بفترة التراجع التي استمرت 13 شهرا بين أكتوبر/ تشرين الأول 2008 ونفس الشهر من العام 2009 في ذروة الأزمة المالية العالمية.
الانخفاض في الإنتاج يأتي وسط مجموعة غير مسبوقة من التحديات لقطاع السيارات.
من بين هذه التحديات تراجع مبيعات الديزل بعد فضائح الانبعاثات، كما أدت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى زيادة المخاوف من تباطؤ النمو العالمي.
حالة عدم اليقين بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي تعني توقف الاستثمار في المصانع البريطانية، حيث ستسعى شركات صناعة السيارات في جميع أنحاء العالم إلى القيام باستثمارات كبيرة في نطاقاتها.
ديفيد بيلي، أستاذ اقتصاديات الأعمال بجامعة برمنغهام، قال “إنه وقت كئيب للغاية في صناعة السيارات في المملكة المتحدة. من الواضح أنه أداء سلبي في أسواق التصدير، وهذا مصدر قلق كبير، لأننا توقعنا أن يؤدي تخفيض قيمة الجنيه الإسترليني إلى زيادة الصادرات”.
سجل إنتاج السيارات البريطانية تراجعا للشهر الرابع عشر على التوالي (غيتي).
ماذا تقول الأرقام؟
تقول جمعية مصنعي وتجار السيارات في بريطانيا إن الإنتاج الصناعي انخفض بنسبة 10.6٪ في يوليو/تموز ليصل إلى 108 آلاف و223 سيارة.
مصانع السيارات البريطانية التي تقوم بتصنيع السيارات لشركات مثل جاغوار ولاند روفر ونيسان وميني أنتجت 774 ألفا و760 سيارة خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، ما يعني انخفاضا بنحو 20٪ إذا قورن بإنتاج نفس الفترة من العام الماضي.
تأثير بريكست
ضعف الإنتاج يأتي حتى قبل أي تعطيل محتمل للعمليات في بداية نوفمبر/ تشرين الثاني، إذا تركت بريطانيا الاتحاد الأوربي دون اتفاق.
يرى الاقتصاديون أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي بدون اتفاق أصبح أكثر ترجيحا في أعقاب قرار رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون تعليق عمل البرلمان لمدة خمسة أسابيع، مما سيجعل من الصعب على النواب منع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي.
إذا لم يكن هناك اتفاق للخروج، فإن قطع غيار السيارات والمركبات الجاهزة يمكن أن تتأخر على الحدود حيث ستخضع لعمليات تفتيش جديدة.
خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي بدون اتفاق أصبح أكثر ترجيحا عقب قرار بوريس جونسون تعليق عمل البرلمان يخشى مصنعو السيارات أيضا من فرض رسوم جمركية قد تصل إلى 10٪.
يعتقد المسؤولون التنفيذيون في صناعة السيارات أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي بدون اتفاق سيضر بالقطاع.
من بين شركات صناعة السيارات الست التي أنتج كل منها أكثر من 10 آلاف سيارة في المملكة المتحدة العام الماضي، كانت شركة ميني هي الوحيدة التي زاد إنتاجها في عام 2018.
مع إعلان شركة هوندا في شهر فبراير / شباط عن إغلاق مصنعها في مدينة سويندون، والذي ينتج طراز “سيفيك”، فإن خسارة ميناء إليزمير ستعني خسارة المملكة المتحدة، ما يقرب من 16٪ من طاقتها التصنيعية خلال نحو ستة أشهر.
إغلاق مصنع هوندا يعني خسارة سبعة آلاف وظيفة، في حين مازال مصير 1100 وظيفة أخرى في ميناء إليزمير غير معروف.
شركة نيسان أيضا سحبت هذا العام إنتاج سيارات إنفينيتي من مدينة سندرلاند، كما تراجعت عن التزامها ببناء طراز إكس تريل الجديد هناك.
من المقرر أن يشارك مندوبون عن عمال صناعة السيارات الذين يواجهون خطر خسارة وظائفهم ضمن وفد يلتقي اليوم الخميس مع مايكل جوف، وهو الوزير المسؤول عن تخطيط الحكومة للخروج من الاتحاد الأوربي.