“الركود” العالمي قادم… وحالة من الترقب في الأسواق
تخوفات كبيرة تسود الأوساط الاقتصادية العالمية من ركود اقتصادي قد يضرب العالم خلال الفترة المقبلة، وأرجع خبراء تلك المخاوف إلى تعثر المفاوضات بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، وإن كانت هناك بشائر تجدد اللقاءات بين الطرفين.
قال الدكتور محمد الصبان المستشار الاقتصادي السعودي الدولي إن التخوفات العالمية من الركود الاقتصادي القادم ارتفعت معدلاتها بعد ما أعلن عن عدم توصل الولايات المتحدة والصين إلى توافق حول النقاط الساخنة بين الجانبين، رغم أن هناك نوع من التفاؤل بعد الاتصال الذي جرى بين نائب الرئيس الصيني والرئاسة الأمريكية.
وأضاف المستشار الاقتصادي، أن الاتصال الأخير بين الجانبين أعاد التفاعل إلى عملية التفاوض، ولكن لا يستطيع أحد أن يتوقع اتفاق تجاري في نهاية المطاف، الأسواق اليوم تتعلق بأي خبر إيجابي من أجل تقليل تأثيرات تعثر المفاوضات بين واشنطن وبكين، وإن كان هناك الكثير من حالات القلق تسود الأسواق في المرحلة الحالية.
وأشار الصبان إلى أن هناك انفراجات بعد الاتفاق التجاري الذي تم توقيعه بين الولايات المتحدة واليابان، كما أن هناك انفراجة أخرى تتمثل في الاتفاق الذي تم توقيعه بين الولايات المتحدة وبريطانيا على سبيل المثال.
وأوضح المستشار الاقتصادي أن المشكلة الأخرى التي ستواجه العالم بعد العلاقات التجارية بين الولايات والصين، هي إبرام الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة وأوروبا، حيث أن تلك الاتفاقية ستواجه الكثير من الصعوبات، في تصوري أن المرحلة القادمة سوف تشهد الكثير من حالات عدم اليقين وتؤثر في منحنى العائد الذي أظهر سلبية مؤخرا، وهذا يدل على أن العائد على السندات في الأمد القصير أعلى من العائد على السندات في الأمد الطويل وهى من علامات الركود القادم.
وحول تأثر التجارة بين أمريكا والصين بعد تعثر المفاوضات قال الصبان، سوف تتأثر العديد من السلع الصينية التي لن يتم تصديرها إلى الولايات المتحدة والعكس، كما أن مواقف الكثير من الدول محايدة تحتاج الاستمرار في التعاون مع كلتا الدولتين لأنهما أكبر اقتصادين في العالم.
ولفت المستشار الاقتصادي إلى أن المشكلة الأساسية التي تواجه العالم، هو أن منظمة التجارة العالمية التي هي الهيئة الرئيسية الدولية للتحكيم في المنازعات التجارية الدولية قد عطلها عندما تحدث بأنه “لا يثق في منظمة التجارة العالمية” وأنها تحتاج إلى إعادة هيكلة وإنه جاهز للانسحاب منها كما انسحب من العديد من الاتفاقيات الدولية.
أما بالنسبة للدول المنتجة للنفط قال الصبان، حتما ستواجه تحديات كبيرة لأن النفط من السلع التي ستتأثر مستقبلا بأي ركود اقتصادي عالمي، في ظل وجود معروض كبير قائم حاليا في الأسواق النفطية فإن انخفاض نمو معدلات الطلب سيؤدي حتما إلى الضغط على الأسعار والتي ليس من المحتمل أن تزيد عن 60 دولار للبرميل لفترة طويلة قادمة إذا ما كان هناك ركود اقتصادي بالإضافة إلى العوامل الجيوسياسية التي يعيشها العالم وبالذات مشكلة إيران والولايات المتحدة ومشكلة الخليج إيران.
وأشار المستشار الاقتصادي، إلى أن التحدي الذي يواجه أوبك يتمثل في أمرين، الاتفاق الحالي لن يجدي معه في الفترة القادمة وجود ركود، لذا تحتاج أوبك إلى أن تخفض انتاجها بشكل أكبر، الأمر الآخر أن السعودية أعلنت صراحة بأنه لا يمكنها تحمل عبء التخفيض بمفردها، وأن هناك الكثير من الدول التي لم تلتزم بالتخفيض القائم في اتفاق أوبك بلس، لذا عليهم أن يلتزموا بأي اتفاق قادم، وأن الاتفاق القادم لا بد أن يستند إلى عدالة توزيع الأعباء بين كافة الدول المنتجة للنفط، وهناك إعادة هيكلة في المملكة العربية السعودية وغيرها في ظل الإصلاحات الاقتصادية ورؤية 2030 والتي ستؤدي حتما إلى التقليل من الآثار الاقتصادية السلبية للركود الاقتصادي على المملكة وعلى دول الخليج.
ويمثل إجمالي الدين العام والخاص في جميع أنحاء العالم اليوم قرابة 234% من الناتج المحلي الإجمالي، في مقابل 208% في العام 2008.