قد تتمكن الولايات المُتّحدة من “إغراق العالم بالنفط” خلال العقد المقبل، مما يُنبئ بحدوث كارثة لجهود التصدي لتغير المناخ، وسط توقعات بأن تنتج حقول النفط والغاز الجديدة بأميركا أكثر من ضعف ما تنتجه السعودية اليوم.

وقال الكاتب نيك كننغهام -في تقرير نُشر بموقع “أويل برايس”- إنه من المتوقع أن يُمثّل إنتاج الولايات المتحدة من النفط والغاز 61% من إجمالي الإنتاج العالمي خلال العقد القادم.

وذكر تقرير حديث صادر عن منظمة “غلوبال ويتنس” أنه ينبغي “التوقف عن التنقيب عن النفط والغاز في حقول جديدة في أي مكان في العالم” تجنبا لآثاره على تغير المناخ.

لكن الكاتب قال إن ذلك سيتسبب في حدوث عجز، لأن العالم يستهلك حوالي مئة مليون برميل من النفط يوميا.

وتُشير “غلوبال ويتنس” إلى أن صناعة النفط لا تشهد تراجعا بالولايات المتحدة، رغم تخفيضات الإنفاق الأخيرة التي اتبعتها شركات النفط والغاز المستقلة والتي تعاني من ضائقة مالية، بحسب ما أورد الكاتب.

كما قال إن دمج حوض البيرميان للنفط الصخري والأحواض الأخرى -التي تديرها شركات النفط الكبرى بالولايات المتحدة- يضمن استمرار عمليات التنقيب بوتيرة ثابتة خلال السنوات قادمة.

مشاريع جديدة

أضاف الكاتب -نقلا عن شركة ريستاد إنيرجي- أن صناعة النفط العالمية تستعد لإطلاق مشاريع نفطية بحرية جديدة بقيمة 123 مليار دولار هذا العام، أي حوالي ضعف القيمة التي أنفقت على هذه المشاريع العام الماضي.

وعلى الرغم من التراجع الطفيف الذي شهدته عمليات التنقيب عن النفط الصخري خلال العام المنصرم -وسط شكوك المستثمرين وضعف العائدات المالية- فقد بدأت وتيرة مشاريع التنقيب في عرض البحر تتسارع.

ويتوقع الكاتب أن تستحوذ الولايات المتحدة على النصيب الأكبر من عمليات التنقيب الجديدة وعمليات الإنتاج خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تعتبر فعليا أكبر مُنتج للنفط والغاز الطبيعي وأن إنتاجها بدأ يرتفع خلال السنوات الأخيرة.

لكنه أفاد بأنه عام 2018، ارتفع إنتاج الولايات المتحدة من النفط والغاز بنسبة 12 % و16% على التوالي.

ووفقا لوكالة إدارة معلومات الطاقة الأميركية فقد تجاوزت الولايات المتحدة المملكة السعودية في إنتاج النفط العام الماضي.

تفوق تكساس

وبيّن الكاتب أن هناك مجموعة من الولايات الأميركية تتفوق بمفردها على بقية أنحاء العالم من حيث إنتاج النفط، وقال “لو أن تكساس دولة مستقلة لكانت أكثر البلدان إنتاجا للنفط والغاز بالعالم.

وحسب “غلوبال ويتنس” يقول الكاتب: يمكن أن تستحوذ تكساس على 28% من إجمالي الإنتاج الإضافي خلال الفترة الممتدة بين عام 2020 و2029، وستحتل كل من كندا وبنسلفانيا المرتبة الثانية والثالثة برصيد 7% لكل منهما.

وبحسب الكاتب سيُمثل إنتاج نيومكسيكو نسبة 5% في حين تستحوذ داكوتا الشمالية على 4%.

كما ستصل إلى 3% نسبة إنتاج كل من أوكلاهوما والبرازيل وكولورادو وروسيا وأوهايو.

بمعنى آخر -يضيف الكاتب- نجد سبع ولايات أميركية تصبح من بين أفضل عشر مصادر لإنتاج النفط والغاز على مستوى العالم خلال العقد المقبل.

تحذير

في تقريرها، قالت المنظمة “في حال ظلت الأمور على حالها، ستنتج حقول النفط والغاز الجديدة في الولايات المتحدة بحلول نهاية العقد المقبل أكثر من ضعف ما تنتجه السعودية اليوم” بحسب موقع أويل برايس.

وفي الحقيقة -يقول الكاتب- يعتبر هذا الأمر بمثابة تحد كبير. فقد قالت “غلوبال ويتنس” إنه لتجنب أسوأ التأثيرات الناجمة لتغير المناخ “يكشف تحليلنا أن الإنتاج العالمي للنفط والغاز ينبغي أن ينخفض بنسبة 40% خلال العقد المقبل”.

تقرير المنظمة حذر من أنه بدلا من الانخفاض، يتوقع أن يرتفع إنتاج النفط والغاز الأميركي بنسبة 25% خلال هذا الوقت بسبب توسع عمليات الحفر والتنقيب في الحقول الجديدة.