ما هو الوقود الأحفوري؟
اعتمدت البشرية لعدة عقود على الوقود الأحفوري الذي يتميز بخصائص، منها سهولة نقله وتخزينه، لكنه تسبب في تغيرات مناخية حادة لكوكب الأرض.
التعريف
بعد أن دفنت بقايا الكائنات الحية (نباتات وحيوانات) تحت طبقات القشرة الأرضية تعرضت لدرجات حرارة وضغط مرتفعة جدا، وهو ما أدى إلى تركيز مادة الكربون فيها وتحويلها بالتالي إلى وقود أحفوري يستخدم لإنتاج الطاقة الأحفورية.
ويعتمد تركيب الوقود الأحفوري على دورة الكربون في الطبيعة، ويستخرج من المواد الأحفورية كالفحم الحجري، والفحم النفطي الأسود، والغاز الطبيعي، ومن البترول.
وقد قامت الثورة الصناعية في القرنين الـ18 والـ19 تزامنا مع استعمال الطاقة الأحفورية في المجال التقني، خاصة الفحم الحجري في ذاك الوقت، ولاحقا أصبح النفط الخام يلعب الدور الأكبر في تلبية احتياجات الطاقة نظرا لسهولة استخراجه ومعالجته ونقله، مما يجعله أزهد ثمنا.
الخصائص
يتميز الوقود الأحفوري بامتلاكه كثافة طاقة عالية وبسهولة نقله وتخزينه، كما أنه بمعالجته بتروكيميائيا يمكن الحصول على أنواع مختلفة منه، خاصة من الوقود الأحفوري السائل والغازي، حيث يتم استخراج وقود منه، وذلك للاستعمالات المختلفة في المحركات والطائرات والسفن بعد المعالجة البتروكيميائية اللازمة، بالإضافة إلى توليد الطاقة الكهربائية.
ومن سيئات استخدام الطاقة الأحفورية احتراق الوقود الأحفوري الذي يعد من عوامل تلوث الهواء والتسبب في الاحتباس الحراري الناتج بدوره عن غازات تغلف المجال الجوي وتمنع الانعكاس الحراري الصادر عن الأرض من انتقاله إلى خارج الكوكب، مما يسبب ارتفاعا في درجات حرارة الأرض، ويزيد التصحر والجفاف.
ودعت مجموعة من العلماء والاقتصاديين في بيان تزامن مع “يوم الأرض” في أبريل/نيسان 2015 إلى ضرورة أن تظل ثلاثة أرباع احتياطيات الوقود الأحفوري في باطن الأرض إذا أريد للإنسانية أن تتجنب أسوأ تأثيرات تغير المناخ.
وقالت المجموعة في “بيان الأرض” إن ثلاثة أرباع احتياطيات الوقود الأحفوري يجب أن تظل في باطن الأرض إذا أريد لحرارة الأرض ألا تتعدى الزيادة درجتين مئويتين، وهي “الحد الآمن” المتفق عليه من قبل الحكومات.
الاحتياط
أظهرت دراسة ألمانية أن احتياطات العالم الحالية من النفط الأحفوري ستغطي حاجة سكان العالم -المتزايدة أعدادهم- إلى الطاقة لفترة طويلة.
وجاء في الدراسة -التي أعدها خبراء الهيئة الألمانية للعلوم الجيولوجية والمواد الخام ونشرت نتائجها في ديسمبر/كانون الأول 2016 في هانوفر- أن كميات الوقود التي استخرجت عام 2015 على مستوى العالم بلغت 4.3 مليارات طن من النفط الخام أي بزيادة 2.5% عن العام الذي سبقه.
التراجع
المصطلح المقابل للطاقة الأحفورية هو الطاقة المتجددة، حيث إن الطاقة المتجددة لا تنضب أثناء فترة طويلة من الزمن عند استعمالها، كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية، بل تتجدد باستمرار.
بينما الطاقة الأحفورية تفقد قدرتها على توليد الطاقة حالما احترقت، وبهذا تكون غير متجددة.
ويحتوي الوقود الحيوي على كربون يكون حديثا في جو الأرض، وهذا يختلف عن الوقود الأحفوري الذي يحتوي على كربون تمت إزالته من جو الأرض منذ ملايين السنين وتم تخزينه في باطن الأرض.
وباتت محطات توليد الطاقة الأحفورية تتراجع تراجعا متزايدا أمام توسع الاستثمار في الطاقات المتجددة، ولذلك قد تضطر الشركات لإغلاق محطات الطاقة الأحفورية والنووية مستقبلا.
واعتبرت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في بيان سابق لها أن وقف دعم الوقود الأحفوري من شأنه أن يصب في مصلحة الجهود الرامية لتقليل الانبعاث الحراري، كما أنه سيقلل عجز الموازنات الحكومية.