المضيق من أشهر المصطلحات الجغرافية شيوعاً، وخاصة في المجالات السياسية والاقتصادية، ويعرف على أنه ممرّ أو فاصل بحري يفصل بين يابستين، حيث يمكن أن تكون هاتان اليابستان قارتين، وقد يكون المضيق ممرّاً بحريّاً ضيقاً لا يتعدّى عرضه بضعة كيلومترات تفصل بين قارة وأخرى؛ كمضيق البرنج الذي يفصل قارة آسيا عن أمريكا الشمالية.

يمكن أن يستع المضيق ليصل عرضه إلى ثلاثة وعشرين كيلومتراً كما هو الحال مع مضيق دوفر الذي يفصل بين بريطانيا وفرنسا، وبالتالي فإنه من الممكن أن تشرف عدة دول على مضيق واحد، ولهذا فإن الدول تسعى للحفاظ على مصالحها في كل مضيق تشرف عليه؛ لأنه يمثل لها مجالاً حيوياً مهماً، ولذا أُقرت قواعد خاصة لتحديد سيادة كل دولة مشرفة على المضيق؛ طبقاً لقواعد أقرّتها اتفاقيات عالمية حددت نصيب كل دولة من هذا المضيق.

الأهمية الاقتصادية للمضائق

تنبع الأهمية الاقتصادية لهذه المضائق في أنّها تختصر مسافات بين عدة دول، مما يسمح لها بعمل المزيد من الحركات التجارية فيما بينها، وتعد الكثير من مضائق العالم ممرات عالمية مهمة تمر من خلالها السفن والناقلات التجارية، ولا سيّما إن كانت المضائق تقع بالقرب من مناطق الثروات الطبيعية، كما هو الحال مع مضيق هرمز الذي ينقل ناقلات النفط من الخليج العربي الغني بالنفط إلى جميع أنحاء العالم، ومضيق جبل طارق الذي يعد البوابة الأساسية لنقل البضائع من آسيا وجنوب أوروبا إلى قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية.

تشهد هذه المضائق حركة مستمرة ومزدهرة ساهمت في إنشاء مدن صناعية وتجارية كبرى على هذه المضائق، وفي المقابل نجد أن العوامل المناخية القاسية الموجودة في مضيق برنج لا تسمح إلا بمرور عدد قليل من السفن على الرغم من أنّ هذا الممر يصل بين قارتي أمريكا الشمالية وآسيا.

أشهر المضائق في العالم

مضيق باب المندب

يصل مضيق باب المندب البحر الأحمر بخليج عدن والمحيط الهندي، وهو يفصل بين قارتي آسيا وأفريقيا.

مضيق جبل طارق

يصل مضيق جبل طارق بين المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، ويفصل بين دولتي أوروبا وأفريقيا، ونظراً لأهميته، فإنّ بريطانيا تشرف عليه، وتعدّه مستعمرة بريطانية على الرغم من وقوعه بين دولتي إسبانيا من الشمال، والمملكة المغربية من الجنوب.

مضيق هرمز

يقع مضيق هرمز في منطقة الخليج العربي، ويفصل بين مياه الخليج العربي من ناحية، ومياه خليج عمان، والمحيط الهندي، وبحر العرب من ناحية ثانية، تطل إيران على هذا المضيق من الشمال، أمّا سلطنة عمان فتطلّ عليه من الجنوب، ويعتبر من أهم المضائق وأكثرها حركة، وبخاصة في نقل الناقلات النفطية، ويشار إلى أنّ سلطنة عمان هي من تشرف على حركة النقل فيه.