في إطار البحث عن حلول طبيعية لتغير المناخ، نشر مختبر كروثر التابع للمعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا “إي تي أتش زيوريخ” بتاريخ 5 يوليو/تموز دراسة في مجلة “ساينس” يوضح فيها كيف يمكن أن تساهم زراعة حوالي 0.9 مليار هكتار من الأراضي بجميع أنحاء العالم في إعادة تشجير الغابات وامتصاص ثلثي انبعاثات الكربون التي تسببت بها الأنشطة البشرية.

وقد كشفت الدراسة أنه يمكن توسعة الغطاء الشجري دائم الخضرة في ظل الظروف المناخية الحالية ليصل إلى ما يقارب 4.4 مليارات هكتار. علما بأن المساحة المزروعة حاليا تقدر بـ 2.8 مليار.

وقد أظهرت نتائج المسح باستخدام أدوات غوغل إيرث وجود ما يقدر بـ 1.6-1.7 مليار هكتار من الأراضي المغطاة حاليا بالنباتات الشحيحة والتربة العارية، والتي تعتبر صالحة لزراعة الأشجار. وبالتالي إن استطعنا زراعة هذه المساحات المستهدفة بالأنواع المناسبة من الأشجار سيكون لدينا ما يقارب 0.9 مليار هكتار من المساحات الشجرية التي تخصص بحيث لا تطالها الأنشطة البشرية.

هذا يعني توفير مساحة بحجم الولايات المتحدة لزراعة أشجار جديدة، وبمجرد نموها ستكون تلك الغابات الجديدة قادرة على تخزين 205 مليارات طن من الكربون، وهو ما يقدر بحوالي ثلثي ثلاثمئة مليار طن من الكربون الذي تم إطلاقه في الجو نتيجة للنشاط البشري منذ الثورة الصناعية.

المناطق الأفضل

ووفقا للدراسة، تقع أكثر الأماكن الملائمة لخطة التشجير الجديدة في ستة بلدان فقط حيث حازت روسيا المساحة الأكبر فيها والتي بلغت (151 مليون هكتار) تلتها الولايات المتحدة (103 ملايين) ثم كندا (78.4 مليونا) ثم أستراليا (58 مليونا) والبرازيل (49.7 مليونا) وأخيرا الصين (40.2 مليونا).

وفي إطار الدراسة قام مختبر كروثر بتطوير أداة بحث على موقعه على الإنترنت تتيح للمستخدمين النظر إلى أي نقطة في العالم لمعرفة عدد الأشجار التي يمكن أن تنمو هناك، وكمية الكربون التي يمكن تخزينها في هذه البقعة الشجرية.

وقد علق البروفيسور توماس كروثر مؤلف مشارك بالدراسة ومؤسس مختبر كروثر في صفحة الأخبار الخاصة بالمعهد قائلا “كنا نعلم جميعا أن إعادة تأهيل الغابات يمكن أن تلعب دورا في معالجة التغير المناخي، لكننا لم نكن نعرف مدى عمق تأثيرها”.

وأضاف “يجب علينا أن نتحرك بسرعة لأن الغابات الجديدة ستستغرق عقودا لتنضج ولتحقق إمكاناتها الكاملة كمصدر طبيعي لتخزين الكربون”.

وكما يؤكد الباحثون فإننا إذا بدأنا الآن بخطة التشجير المقترحة فسنتمكن من تخفيض ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بنسبة تصل إلى 25%.