بما أن سياسة حكوماتنا المتعاقبة غير المستدامة والتي لا تراعي الشروط البيئية والصحيّة فرضت على اللبناني التعايش مع النفايات، سيكون المواطن مجبراً على التقيّد بعدد من الشروط والسلوكيات لتفادي التعرّض لعدد من الإلتهابات والأمراض التي يسببها انتشار هذه النفايات، كون الحكومة لم تفرض التعايش مع النفايات فحسب، بل التعايش مع تداعياتها الصحية والبيئية أيضاً. وعليه تعرض “النهار” اليوم مجموعة من شروط السلامة التي يمكنكم التقيّد بها لضمان عدم التعرض للأمراض والفيروسات الجراثيم التي تنشرها النفايات.

وفي هذا المجال شرحت اختصاصية الأمراض الداخلية باسكال أبو سليمان أنه “قبل الشروع في تحديد خطوات تفادي الأمراض والفيروسات، لا بدّ أولاً من تحديد الأخطار الناجمة من النفايات. وتحديدها ينقسم إلى قسمين: الأخطار الناجمة عن الالتهابات الجرثومية، وتلك الناجمة عن الحرق”. وأوضحت أن “الحرق يولّد غازات سامة تؤثر في كل وظائف الجسم، نظراً الى لأن الحرق الذي يتمّ حالياً يشمل كل أنواع النفايات. فما نعرفه أن حرق البلاستيك يؤدي إلى أخطار معيّنة، وحرق الكرتون يؤدي إلى أنواع أخرى من الأخطار، لكن الحرق الذي يتمّ حالياً يطال كلّ أنواع النفايات ما يؤثر بشكل سلبي ومباشر في صحة الإنسان سواء على المدى القريب أو البعيد كما يؤثر على الكريات الحمراء”.

ولا تتوقف أضرار الحرق عند هذا الحدّ، “فالرماد المتطاير منه ينتقل في الهواء آلاف الكيلومترات، فيتساقط على الزرع والتربة والمياه. ومع نزوله إلى الزرع والنبات، يدخل إلى غذاء الإنسان بطريقتين: الأولى تكون عن طريق تناول الخضر، والثانية من طريق تناول لحوم الماشية التي تكون قد أكلت العشب الملوّث بالرماد والجزيئيات المتطاير”. وأضافت: “مع تلوّث التربة تتلوّث حكماً أنواع الخضر والفواكه التي ستنبت فيها، أما تلوّث المياه فسيضرب الأسماك حتماً ومن ثمّ الإنسان الذي يتناول الأسماك الملوّثة”.

ولفتت إلى أن “أثر حرق النفايات لا يختفي بهذه السهولة فالجزيئيات الصادرة عنه يستمر مفعولها في المكان الذي تحطّ فيه أو في الهواء حيث تتطاير حتى وقت طويل. وهي تحتوي على الكثير من المعادن الثقيلة السامة ومن بينها الزرنيخ المعروف بأنه شديد السميّة، كما تسبّب على المدى الطويل السرطان والمشكلات التنفسيّة”.