السعودية تتجه لشراء أطنان من الغاز الطبيعي الأمريكي
أعلنت شركة “أرامكو” السعودية توقيع اتفاقية ضخمة لشراء 5 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا من “Port Arthur”، وهو مشروع تصدير يقع في ولاية تكساس الأمريكية ولا يزال قيد الإنشاء.
في حال اكتمل اتفاق الشراء من شركة “(Sempra Energy (SRE” والتي يقع مقرها في سان دييغو بكاليفورنيا، فسيكون واحداً من أضخم صفقات الغاز المسال الموقعة على الإطلاق، وفقا لشركة “Wood Mackenzie” العالمية للاستشارات.
خطوة الشركة السعودية العملاقة جاءت بعد إنهاء مفاوضات بشأن المشاركة في مشروع “نوفاتيك Arctic LNG-2” الذي استمر أكثر من عام ونصف، بحسب ما ذكرت صحيفة “فيدوموستي” نقلا عن مصادر مقربة.
هذا وكان رئيس المعهد الروسي للاستثمار، كيريل ديميترييف، قد صرح في خريف 2018، على أن “أرامكو” مستعدة لاستثمار حوالي 5 مليارات دولار في المشروع ، في وقت وصف فيه وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، هذا الاستثمار بأنه “قريب من الإنجاز”.
وكان من المقرر أن يصبح “Arctic LNG-2” ثاني أكبر مصنع للغاز المسال تابع لشركة “Novatek” بعد “Yamal LNG”، وبأن تكون قاعدة موارد المشروع هي حقل الصباح في شبه جزيرة غيدان، وسيشمل المصنع نفسه ثلاثة خطوط إنتاج تبلغ طاقتها 6.6 مليون طن سنويا.
السعودية تدخل سوق الغاز الأمريكي المسال بقوة
تعتبر “أرامكو” أكبر شركة نفط في العالم وتمتلك أكبر مصفاة في أمريكا، والتي تقع أيضاً في بورت آرثر، وقد بدأت الشركة السعودية في بناء بصمة الغاز الطبيعي المسال.
وقال أمين ناصر، الرئيس التنفيذي لشركة “أرامكو” في بيان “نرى فرصة كبيرة في هذا السوق وسنواصل متابعة الشراكات الاستراتيجية التي تمكننا من تلبية الطلب العالمي المتزايد على الغاز الطبيعي المسال”.
جعلت الثورة الصخرية الولايات المتحدة أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم، وهو اللقب الذي تم الاحتفاظ به منذ عام 2009 بعد تجاوزها لروسيا.
كما ويوجد الكثير من الغاز الطبيعي بحيث يتم تحويل جزء كبير منه إلى غاز طبيعي المسال، وهو نوع من الوقود شديد البرودة يمكن نقله بواسطة السفن عبر البحار، هذا وتحولت الصين ودول نامية أخرى إلى الغاز الطبيعي المسال كبديل أنظف للفحم.
هذا ودخلت كل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية بحرب تجارية، حيث فرضت الصين تعريفة بنسبة 10 في المئة على الغاز الطبيعي المسال الأمريكي في سبتمبر/أيلول الماضي. لترد الصين على التعريفة الجمركية الأمريكية الجديدة برفع الرسوم على الغاز الطبيعي المسال إلى 25 في المئة على النفط الأمريكي، من ناحية أخرى.
قطر حاضرة في سوق الغاز المسال الأمريكي
دخلت شركة “(ExxonMobil (XOM” في شراكة مع شركة قطر للبترول المملوكة للدولة لتطوير محطة “Golden Pass” للغاز الطبيعي المسال، وهو مشروع تصدير يقع في حي سابين باس في ولاية تكساس. ومن المخطط أن ينتهي هذا المشروع، الذي تبلغ تكلفته 10 مليارات دولار، في عام 2024، ويتوقع أن تصل طاقته في النهاية إلى تصدير 16 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويا.
هذا وقال دارين وودز، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة “إكسون موبيل كوربوريشن”، “توفر الخبرة الواسعة لكل من “ExxonMobil” و”Qatar Petroleum” الخبرة والموارد والقوة المالية اللازمة لإنشاء وتشغيل منشأة تسييل وتصدير متكاملة في الولايات المتحدة”.
وأضاف قائلاً “من المتوقع أن يخلق هذا المشروع حوالي 9000 فرصة عمل على مدار فترة البناء البالغة خمس سنوات وأكثر من 200 وظيفة دائمة خلال العمليات.
تشير التقديرات الأولية لدراسة مستقلة إلى أن المشروع يمكن أن يحقق ما يصل إلى 31 مليار دولار من المكاسب الاقتصادية الأمريكية وأكثر من 4.6 مليار دولار من عائدات الضرائب الفيدرالية والولائية والمحلية المباشرة على مدى عمر المشروع”.
“أرامكو” تنوع في المصادر والاستفادة من الفرص
وصف المستشار الاقتصادي والنفطي، السعودي محمد سرور، بأن خطوة “أرامكو” هي “تنويع اقتصادي” في مجال الطاقة والشركة تحاول التنويع والاعتماد بشكل أكبر على الغاز الطبيعي من ناحية بيئية واقتصادية.
كما أن الغاز الأمريكي يعتبر رخيص نسبيا مقارنة بأنواع الغاز الأخرى.