ما الذي يعنيه وصول سعر برميل النفط لـ100 دولار بالنسبة للاقتصاد العالمي؟
تشكل أسعار النفط المرتفعة عقبة أخرى بوجه الاقتصاد العالمي. فقد ارتفع سعر خام برنت حوالي 33 في المئة هذا العام ليقترب من أعلى مستوياته منذ 6 أشهر، إلا أن الطلب العالمي المتزايد يرافقه ارتفاع للأسعار الأمر الذي يوحي بنمو اقتصادي عالمي قوي، إلا أن السبب وراء ارتفاع الأسعار حاليا، يعود لحالة غير مستقرة وهي بسبب قلة النفط المعروض للبيع بسبب العقوبات الأمريكية على إيران.
والشركات المنتجة ستحظى بحماية دولها التي ستدعمها بتقديم القروض، لتقوم هذه الشركات لاحقا برفع الأسعار الأمر الذي سيضر بالمستهلكين والمنتجين.
ماذا يعني وصول سعر برميل النفط لـ100 دولار
وصول سعر البرميل الخام لحاجز الـ100 دولار سيكون له توابع وعواقب عالمية ولن يسلم منها أحد، من منتج ومستهلك حتى البنوك والعامة.
تأثيره على النمو العالمي:
ارتفاع أسعار النفط سيضر بدخل العائلات ونفقاتها، الأمر الذي سيسارع من عجلة التضخم، حيث سترتفع أسعار الكثير من المواد الأمر الذي سيدفع الشعوب إلى التقنين في شراء ما تحتاجه أو ربما تستغني عن بعض المنتجات.
والصين صاحبة أكبر استهلاك للنفط سيتضرر إنتاجها العالمي من البضائع بشكل كبير، الأمر الذي سيتسبب ببطء في عجلة اقتصادها.
ومع اقتراب فصل الصيف في الجزء الشمالي للكرة الأرضية ستعتمد الكثير من الدول على مصادر أخرى للطاقة كالشمس.
كيف يمكن للاقتصاد العالمي التعامل مع السعر الجديد للنفط
يقول الاقتصاديون بأن سعر النفط سيتوقف على قوة الدولار، لأن سعر النفط الخام يباع بالدولار، وبحسب دراسة أجرتها جامعة أوكسفورد للاقتصاد حول وصول سعر برنت إلى 100 دولار مع نهاية 2019، يعني بأن مستوى الناتج المحلي الإجمالي العالمي سيكون 0,6 في المئة أقل مما كان متوقعا نهاية 2020 مع ارتفاع للتضخم سيصل لـ 0,7 في المئة.
وقرار ترامب بمنع إيران من التصدير سيتسبب بنقصان حوالي 800 ألف برميل يوميا في السوق العالمية، في الوقت الذي تعهد فيه ترامب أن السعودية ستقوم بتعويض هذا النقص، في وقت الذي يمثل فيه الإنتاج الأمريكي من الخام المشابه ربع الإنتاج الإيراني.
الفائز والخاسر من السعر الجديد
تهيمن الاقتصادات الناشئة على قطاع إنتاج النفط وهي المستفيد الأكبر حيث ستتمكن من إجراء إصلاحات في ميزانها التجاري الأمر الذي سيسمح لها بزيادة الإنفاق على مشاريع الاستثمار ومن هذه الدول المستفيدة السعودية وروسيا والنرويج ونيجيريا والإكوادور.
ستواجه الاقتصادات الناشئة التي تعاني من عجز في ميزانها التجاري من تدفق رؤوس أموال كبيرة ولكن بعملات ضعيفة الأمر الذي سيؤدي لزيادة التضخم وهو ما سيدفعها الى الاختيار ما بين رفع سعر الفائدة حتى على الرغم من تباطؤ النمو أو هروب رأس المال، ومن هذه الدول تركيا وأوكرانيا والهند.
تحدث الخبير الاقتصادي والمحاضر في الأكاديمية الروسية للاقتصاد، فلاديسلاف غينكو، عن الوضع العالمي في حال وصل سعر البرميل لهذا الرقم قائلا “وصول سعر البرميل الى حاجز الـ100 دولار سيعتبر لروسيا بمثابة تعويض عن المصاريف التي كانت قبل وصوله لهذا الرقم. كما وتختلف روسيا عن الدول الكبيرة المصدرة من حيث طريقة ونوعية النفط المصدر “نفط-غاز”.
وتتشابه كل من فنزويلا والمملكة العربية السعودية في تصديرهم للنفط في وقت يساهم فيه النفط بحوالي 95 في المئة من مدخول الاقتصاد السعودي.
وحول التخلي عن الدولار في التعاملات النفطية، قال الخبير ” ترغب العديد من الدول ومنها روسيا، إلى التخلي عن الدولار والتعامل بعملتها المحلية وقطعت روسيا شوطا حيث وصلت حجم مبيعاتها من النفط بالعملة الى 35 في المئة، كذلك تسعى دول أخرى كالسعودية وإيران للتوقف عن التعامل بالدولار، وذلك للحصول على عروض أفضل من قبل المشترين من جهة ولتقوية العملة المحلية والهرب من تقلبات الدولار”.
المصدر: سبوتنيك