لعل الكثيرين لا يعلمون أن أول سيارة في التاريخ استعمل فيها زيت الفستق كوقود في البداية قبل أن تتحول إلى الديزل البترولي الذي قضى على فرص الزيت النباتي في المنافسة على مكانة له كوقود لمدة عقود من الزمن، لكن الاضطرابات السياسية والاقتصادية في ستينيات وسبعينيات وحتى الوقت الحاضر القرن العشرين وشعور كثير من الدول غير البترولية بتهديد امداداتها من النفط، ظهرت الحاجة إلى استخدام وقود بديل فعادت الزيوت النباتية إلى الظهور من جديد كخيار بديل عن الديزل، وهو ما أدى إلى ظهور عدة منتجات سميت الديزل الحيوي.

ومن أهم ميزات الوقود الحيوي أنه يمكن إنتاجه في أي بلد سواء كانت نفطية أو لا ولا يحتاج إلى تقنية عالية لإنتاجه في الغالب وهو أقل إنتاجا للملوثات وأكثر فاعلية عند الاحتراق كذلك درجة تبخره العالية نسبيا تجعل منه ووقود آمن مقارنة بالديزل القابل للاشتعال بسهولة.

المواد الخام لإنتاج الديزل من زيت القلي

زيت القلي أو أي زيت نباتي سواء كان طازج أو سبق استخدامه في القلي، وسواء كان من الزيوت التي تصلح للاستهلاك الادمي أو لا مثل زيت الخروع أو زيت الجاتروفا والجوجوبا، وكذلك الدهن الحيواني بعد أن تتم له عمليات معالجة خاصة .

الميثانول أو الايثانول وهو مهم لتشكيل سلاسل أقصر وأكثر ثباتا بعد تكسر جزيئات الزيت.

صودا كاوية أو حامض قوي (الهيدروكلوريك) وذلك حسب نوعية الزيت المستخدم ودرجة حموضته إذ يستخدم الحامض للزيوت ذات الحامضية العالية والصودا الكاوية للزيوت ذات الحموضة المنخفضة وهو عامل مساعد لإتمام التفاعل، وقد يتم الاستغناء عنه في حال استعمال البكتيريا المنتجة للديزل الحيوي .

خطوات إنتاج الوقود الحيوي أو الديزل الحيوي :

لانتاج الوقود الحيوي أو الديزل الحيوي نحتاج إلى مفاعل مغلق مزود بمحرك متوسط الحركة أو بمضخة تدوير وكذلك سخان وميزان حرارة، ويتم تحديد حجمه من خلال حجم الانتاج الذي يرغب الشخص الحصول عليه يوميا .

يتم خلط الميثانول بالصودا الكاوية لكن يجب الحذر لأنه ينتج مادة شديدة السمية.

يوضع الزيت داخل المفاعل ويترك حتى تصل حرارته إلى 60 درجة مئوية ثم يضاف خليط الميثانول والصودا.

يترك الزيت ليتفاعل على حرارة 60 لمدة 2-3 ساعات ويتم تحديد الزمن اللازم في البداية من خلال فحوصات اللزوجة وخصائص الوقود وكمية الناتج الثانوي عند الفصل.

ينقل الناتج إلى وعاء مخروطي الشكل لتسريع فصله عن النتاج الثانوي وهو الجلسرين، ثم يفصل الجلسرين ليتم تنقيته واسترداد جزء من الميثانول غير المتفاعل.

يمر الناتج خلال عملية غسيل من ثلاث أو أربع مراحل ويكون الغسل بالماء للتخلص من الميثانول والشوائب والمواد المتصبنة التي قد تؤذي محرك السيارة، ثم يجفف على درجة حرارة 105 مئوية لمدة ساعة.

يتم أخذ عينات للتأكد من مطابقة المنتج للمواصفات المطلوبة للديزل وفي حال تطابقه ينقل إلى الخزانات أو يتم استعماله إما بخلطه مع الديزل أو لوحده حسب حالة الطقس ونوعية المركبة .

هناك بعض الأمور التي يجب تجنبها ومنها عدم استعمال الديزل الحيوي في السيارات القديمة المنتجة قبل العام 1995 لأنها قد تكون غير مؤهلة لذلك فنيا وعدم استعماله لوحده في الطقس البارد لأن درجة تجمده عالية نسبيا مقارنة بالديزل البترولي .

يمكن لزيت القلي أن يصبح وقود يستخدم في السيارات لكن لا يمكنه أن يصبح بديلاً ذا جدوى عن الديزل البترولي لغلاء أسعاره وعدم توفر كميات كبيرة من زيت قد تم استخدامه في القلي يكون رخيص الثمن، لكن يمكن توفير زيوت غير صالحة للاستهلاك البشري تكون أقل سعرا وتأثيرا على أسعار الغذاء في العالم ومنها زيت الجاتروفا التي يمكن أن تنمو في ظروف قاسية وهو الخيار الأفضل للإنتاج، ولعل السنوات القادمة تشهد تغيرا في مجال انتاج النفط مما يجبر كثير من الدول على زراعة وإنتاج كميات من هذه الزيوت لتصبح وقود لسيارات المستقبل.

 

المصدر: تسعة